في الوقت الذي هدأت فيه زوبعة أنفلونزا الخنازير التي قضت مضاجع المواطنين في جميع الدول، خاصةً بعد الانتشار الهائل الذي حدث في الفترة الأخيرة، وارتفاع حالات الإصابة به بين البشر، اكتشف الباحثون نوعا جديدا من الأنفلونزا يصيب الكلاب، لكن الخبراء متخوفون من انتشاره على نحو وبائي بعد تحوره. وأشار العلماء إلى أن هذا المرض الفيروسي يعرف اختصارا ب''H3N8''، ويعتقدون أنه انتقل من الخيول إلى الكلاب منذ خمس سنوات على الأقل، لكنه حتى الآن لم يصب البشر على الإطلاق. وأكدت صحيفة ''النيويورك تايمز'' الأمريكية أنه في الوقت الذي بدأت تنتقل فيه مخاوف الإنسان من الإصابة بوباء الأنفلونزا العادية إلى أنفلونزا الطيور '' H5N1'' المميت، ثم إلى مرض أنفلونزا المكسيك ''H1N1''، أصبح مرض أنفلونزا الكلاب '' H3N8'' يسير بصورة خفية وغير ملحوظة في الولاياتالمتحدة منذ أن تفشي وإلى الآن. وأكدت الباحثة سيندا كروفورد في كلية الطب البيطري بجامعة فلوريدا، ''لا أعتقد أننا نعلم طبيعة الآثار التي سيخلفها هذا الفيروس مستقبلاً، ولكنه تسبب في هلاك ثلث الكلاب حتى الآن ومنتشر في عدة ولايات أمريكية''، أما الباحث دكتور إيدوارد دوبويف بكلية الطب البيطري في جامعة كورنيل وأحد مكتشفي الفيروس، يؤكد أن هذا الفيروس يحتاج لتحور واحد أو اثنين على الأكثر كي يصبح غاية في الخطورة وينتقل للبشر. كما أكد الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة أن الخطر القادم الذي يصيب العالم بعد أنفلونزا الخنازير والطيور هو أنفلونزا الكلاب الذي يغزو حالياً بعض مدن إسرائيل وأمريكا. وأوضح الجزائري أن وباء أنفلونزا الكلاب ليس بجديد حيث سبق له الانتشار بين الكلاب على نطاق واسع من قبل في 30 ولاية أمريكية، حيث يظهر بوضوح في الأماكن التي تتجمع فيها الكلاب بشكل مكثف مثل الملاجئ ومتاجر الحيوانات الأليفة وبيوت ومدارس الكلاب، منوهاً أن المخاوف من تداعياته الخطرة قد طفت أخيرًا على السطح.