نفى سليم بلقسام المستشار بوزارة الصحة والمكلف بالإعلام أن تكون كل حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير المكتشفة في الجزائر قد تقدمت بنفسها للكشف، بل أن أغلب الحالات تم تحويلها من طرف أطباء يعملون بالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة في هذه الآونة، وأكد بلقسام في تصريح خص به ''الحوار'' أن الوزير الأول أحمد أويحيى أعطى مؤخرا توصيات صارمة تتعلق بالرعاية الصحية للمعتمرين والحجاج منعا لانتشار الفيروس، مضيفا أن مصالح الوزارة شددت الرقابة هذه الأيام على الموانئ والمطارات مع عودة المهاجرين واحتضان الجزائر للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني. أوضح سليم بلقسام بأن مصالح وزارة الصحة غير متخوفة من انتشار أنفلونزا الخنازير في الجزائر طالما أنها أعدت برنامجا وقائيا وعلاجيا متكاملا يجعلها في منأى عن تحذيرات منظمة الصحة العالمية للأنظمة الصحية، وأضاف أن خطورة المرض تكمن اليوم في البلدان التي ينتشر فيها المرض محليا، أما الجزائر فمازالت ولله الحمد تعتبر المرض مستوردا طالما أن الحالات القليلة المسجلة معزولة إلى غاية انتهاء العلاج والمرض عندنا لم يصل إلى مرحلة الخطر وهي انتشار العدوى محليا، مشيرا أنه إلى حد الآن هناك 21 بلدا سجل فيها انتشار الفيروس محليا. وأفاد بأن خطورة واحتمال الإصابة بهذا الفيروس في بلد سجلت فيه إصابات محلية أكبر منه في بلد كل حالات الإصابة فيه مستوردة. وعن سؤالنا حول إمكانية وجود حالات إصابات طليقة بيننا، اعتبر بلقسام الأمر غير وارد، لأن الحالة الوحيدة التي تقدمت بنفسها للكشف وهي حالة السيدة القادمة من ميامي رفقة طفليها، قد تم الكشف إكلينيكيا ومخبريا على كل عائلتها التي زارتها إثر عودتها وكذا ركاب الطائرة الذين قدمت معهم، وتأكدت سلبية النتائج ماعدا أحد أبنائها والذي صرحت عنه الوزارة في حينها. واستبعد وجود حالات طليقة طالما أن مصالح وزارة الصحة أول ما قامت به هو بلورة بطاقات تقنية تسمح لكل الأطباء سواء كانوا عامين أو خاصين بالتعرف على أعراض المرض. وفي حال شك الأطباء في إصابة أحد مرضاهم توجه الحالة إلى مصالح مستشفى القطار أو أي مصلحة مرجعية لتعرض على الفحص الإكلينيكي ثم المخبري. واعتبر بلقسام قضية الكشف عن الإصابات في المطارات والموانئ بالجهاز الخاص الكاشف عن الحمى يكون غالبا غير مجد، لأن الكثير من حالات الإصابة لا تظهر عليها أية أعراض إلا بعد أيام من حمل الفيروس قد تصل إلى سبعة أيام. وأضاف أن الرهان اليوم هو الكشف المبكر عن أي حالة جديدة وتحويلها إلى مصلحة مرجعية ووضع تحت الرقابة كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال بها قبل أن ينتقل الفيروس وينتشر محليا. وأشار بأن وزارة الصحة قد حضرت لمخطط اتصال منهجي يتطابق مع الوضعية الوبائية الخاصة بالوطن، إذ اتخذت تدابير خاصة بالمهرجان الثقافي الإفريقي. وهناك تدابير تخص العمرة والحج سواء تعلق الأمر بتوعية الحجاج وأعضاء البعثة بما فيهم البعثة الطبية، كل وكالات السفر بما فيهم التي تتكفل بالعمرة، وستعطى دروس للحجاج قبل مغادرة أرض الوطن وخطب لكل المواطنين عبر المساجد تتعلق بكيفية الوقاية واستعمال الكمامات. وحول قضية التنسيق بين وزارة الصحة والشؤون الدينية حول فئات المواطنين الممنوعة من الحج ،الأمر الذي طلبته السعودية هذا العام بشكل رسمي بسبب ظهور الوباء ومنعها الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والمسنين، قال بلقسام إن مصالح وزارة الصحة كانت قد شرعت منذ شهر فبراير في تطبيق هذا الشرط وتعيين لجان خاصة بهذا الغرض قبل ظهور وباء أنفلونزا الخنازير. أما عن احتمال تأجيل العمرة والحج لهذا الموسم، قال بلقسام إنها مسألة غير واردة حاليا. مضيفا أن ركن الحج له حساسية خاصة لدى المسلمين ولا يمكن لأي دولة بمفردها القيام به. مضيفا أن القرار لا يمكن أن يكون سياسيا أيضا ولا يمكن أن يتخذ إلا بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية وقناعات الخبراء وليس رجال الدين. وهم يقولون إنه إلى حد الساعة ليس هناك خطر يدعو لحظر التجول أو حظر الحج والعمرة، مضيفا أن الشيء الجديد لهذا الموسم وتطبيقا لتعليمات الوزير الأول أحمد أويحيى سيحظى المعتمرون بتأطير طبي ويتم السهر على رعايتهم الصحية عند ذهابهم، وهناك في البقاع المقدسة حيث ستتعزز البعثة الطبية لمتابعتهم منذ مغادرتهم وحتى عودتهم لأرض الوطن. الجزائر لديها مخزون كافي من التاميفلو الأصلي ومن الصايفلو الدواء الجنيس الذي تصنعه ''صيدال'' قال بلقسام، والحاصل على شهادة التطابق، والذي يخضع لمقاييس تصنيع عالمية، مشيرا إلى أن الأدوية المسوقة في الجزائر الجنيسة وغير الجنيسة تمر عبر المخبر المرجعي باستور الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية الأول على المستوى الإفريقي. وحول تخوف بعض المواطنين من فعالية الدواء الجنيس، أكد بلقسام أن وزارة الصحة لا يمكن أن ترخص لدواء إذا لم تتأكد من نجاعته. ونقل بلقسام رأي الخبراء المحليين في الأمراض الوبائية حول فيروس ''آش 1 ان 1 '' قائلا إن الأخصائيين عندنا يجمعون على أن قدرة العدوى والانتقال لفيروس أنفلونزا الخنازير أقوى وأعلى من الأنفلونزا العادية. أما نسبة الوفيات المسجلة فهي نفسها في الحالتين بل وقد تقل عنها إلى حد الساعة، أما الاختلاف فيكمن في شرائح الوفيات المسجلة عبر العالم والتي تنوعت من مختلف الأعمار والفئات على عكس الأنفلونزا العادية التي تقتل أكثر أصحاب الأمراض المزمنة والرضع والمسنين، وهو ما لم يجد له الخبراء إلى حد الآن إجابة، مضيفا أن لا أحد في منأى عن هذا المرض. واعتبر أن الجزائر قد تعاني من مواطن نقص في مواجهة المرض على مستوى المؤسسات الاستشفائية، الفندقة وبعض الخدمات المتخصصة، أما فيما يخص الخدمات القاعدية لمتابعة الأمراض فالجزائر لديها نظام من الأنظمة النموذجية وهو الشيء الذي يسمح لنا بتحقيق مؤشرات تقترب من الدول المتقدمة.