''العاشقات'' رواية مميزة للكاتبة النمساوية النوبلية ألفريدة يلينك ترجمت إلى عدة لغات و كذلك إلى العربية التي تولتها الهيئة المصرية العامة للكتاب و احتفت بها الأوساط الأدبية في العالم العربي. إلا أن ما لوحظ مؤخرا على النسخة العربية المترجمة الصادرة عن الجهة المذكورة أثار زوبعة في الساحة الثقافية سببها التعديلات و التهذيبات التي أدخلها المترجم مصطفى ماهر على هذا العمل، ولم ينف ما نسب إليه موضحا أنه لجأ إلى حذف وتهذيب بعض المفردات المبتذلة التي وردت في الرواية وأقر بأنه ارتكب خيانة مقصودة، و ما دامت الترجمة ليست سوى عملية خيانة .. و برر ماهر ما قام به من تحوير في بعض ماورد في '' العاشقات'' برفضه نقل أي تعبير أو مفردة تخدش الحياء العام وتتسم بالوقاحة . و في هذه الرواية و التي كما قال استغرقت ترجمتها وقتا طويلا تتميز بميكانزمات خاصة وأسلوب تعبيري آخر، وعليه كان من الأجدر أن يحظى بالتركيزمضمون الترجمة و ليس شيئا آخر هامشيا . و تشبث ماهر بموقفه إزاء من اتهموه بالتزوير والتحريف المذكور موضحا أنه كمترجم ذي باع طويل في المجال، زيادة عن كونه صاحب رسالة لن يتوانى عن التصرف في العمل إذا ما صادفته مفردات في النص لا تروقه ولا يستسيغها ذوقا وأدبا، وهويعترف أن ثمة من التعابير في هذا النص ما استوجب تغييرها وتبديلها بأخرى لأن ترجمتها الحرفية لا تؤدي نفس المعنى، ويرى ماهر في رده على الاتهامات الموجهة إليه أن التغيير في أي عمل مترجم لا بد أن يكون وما يهم هو أن يحظى القارئ بنص ممتع. وأبدى أسفه عن إيلاء كل هدا الاهتمام والمتابعة لمسائل سطحية و اهمال الجهد الكبير الذي بذله المترجم حتى خرج هذا النص بمقدمة تزيد عن 50 صفحة وهوامش وافية يشرح فيها كيفية نشر هذا النص من النمسا ويقدم من خلالها الفروق والخصوصيات التي تنفرد بها اللغة الألمانية، وحسب المترجم فإن من يترجم نصا ليس ملزما أن يحافظ على ما جاء فيه من ألفاظ قذرة و''يلينك'' في رأيه عندما كتبت نصا نقلت فيه عادات خاصة بالنمساويين ولن تفيد ولن تضيف شيئا للقارئ العربي، ورجع المترجم في توضيحه إلى ''رواية الأقزام العمالقة'' التي ترجمها وكان بها مشهد جنسي ساخن فاضطر لعدم ترجمته والتخلي عن تفاصيله، وتبقى المشكلة في الاختلاف المجتمعي، وفي القيم الأخلاقية والتربوية لكل مجتمع وكل مترجم. ويذكر أن الفريدة يلينك اديبة نمساوية درست علم المسرح وتاريخ الفن والموسيقى وعلم الثقافة وعلم النفس وعلم الجنس، وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية قبل حصولها على جائزة نوبل عام 2004 .