استعمرونا ... فأخرجناهم، وحاولوا استئصالنا ..... فأبى القدر.. .عذبونا فلم نخن، وأثاروا نار الفتنة فيما بيننا .... فما تفرقنا، وعملوا جاهدين على الإساءة إلينا وإلى سمعة بلدنا في الخارج ... فما انبطحنا، والأدهى أنهم حاولوا مؤخرا التجسس علينا، فانكشفت أوراقهم، بعد اعتقال شبكة تجسس من أربعة أشخاص كانت تعمل لصالح السفارة الفرنسية في الجزائر، وهي خيانة لابد على ساركوزي وأعيانه تفسيرها. شيء غريب وليس بالغريب على فرنسا ، أن نسمع عن إحباط عملية جوسسة على الجزائر ومن أكثر الدول التي تسعى إلى تلميع علاقتها بنا، فرنسا التي سعت إلى التجسس على مؤسساتنا العسكرية، في الوقت الذي كان فيه الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية، المكلف بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، باتريك باولي يصرح بأن العلاقات الفرنسية - الجزائرية عميقة وجيدة، وكان قبله ساركوزي الذي تجابن وعاد على تصريحاته، قد قال إن العلاقات الدولية والصداقة بين البلدان والشعوب لا يمكن أن تبنى على الكذب وإخفاء الحقائق في إشارة إلى القضية ''الفضيحة'' لرهبان تيبحرين، وأتساءل أين هي الحقيقة عندما يستعمل الصديق 4 جواسيس خفية لملاحقة كل ما يجري في الجزائر، والتصنت على كل ما يدور فيها، أين هي الحقيقة وأين هو الكذب يا ترى، أم أن بهذه الصفة تبنى الصداقة ؟.... شيء غريب أيضا أن نسمع عن أكثر من محاولة جوسسة كانت الجزائر هدفها، من طرف أكثر من دولة كانت أولها إسرائيل، عندما تحصل الأمن الجزائري، قبل عدة أشهر، على معلومات سرية للغاية حول شبكة تجسس إسرائيلية تنشط في مدينة نوفورسيسك الروسية وفي ميناء روسي على البحر الأسود يتم عبره توريد بعض شحنات السلاح من روسيا وأوكرانيا إلى الجزائر، ثم بعدها اكتشاف محاولات تجسس لمسؤولين اسبان وحتى مغاربة، دون أن ننسى أن الجزائر احتلت منذ سنوات المرتبة الثانية عالميا المعرضة للجوسسة والقرصنة المعلوماتية، حيث تبين أن برامج وفيروسات مصدرها إسرائيل والولايات المتحدة تخترق يوميا أجهزة كمبيوتر الجزائريين المتصلة بشبكة الانترنت، ما يعني فعلا أن لدى البعض نية مبيتة لإلحاق الضرر بالبلد.... غير أننا نقولها لهم، ولكل من يلهث لإتعاسنا بالتجسس علينا، نقولها وبالبنط العريض مثلما قالها محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر في مصر لبيريز: '' قطيعة تقطعكم، واللي معاكم، واللي يعرفكم''.