في خطاب موجه للمؤتمر السادس لحركة ''فتح'' المنعقد في مدينة بيت لحم ، هاجم أمين سر الحركة والقيادي البارز في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعناصر بالسلطة واتهمهم بجمع المال الحرام وسرقة أموال الشعب الفلسطيني وحقوقه. وقال القدومي في خطابه الذي وجهه من تونس، مقر إقامته: ''غرق البعض من العاملين في السلطة الفلسطينية في جمع المال الحرام، وتمرغوا في قضايا الفساد والتهريب، وكان الإسرائيليون يغضون الطرف عن أعمالهم''.، وتابع: '' بالرغم من الخراب الذي أحدثته الهجمة الإسرائيلية المجرمة على قطاع غزة ، ما زال المواطنون ينتظرون مشاريع التعمير التي لم تبدأ حتى الآن، ويرى البعض أن هذا ناجم عن عدم حل الخلافات الفلسطينية التي تفتح الباب لبدء مشروع التعمير وفتح المعابر وفك الحصار عن المواطنين ز. واستطرد: ''هل قرأتم في التاريخ عن قادة حركات ثورية كانوا يملكون الملايين من الدولارات أو الجنيهات الإسترلينية، هم أو أبناءهم..؟ إن ''صرصورا'' في''فتح'' قد اختلس ما يزيد عن مئة مليون من الدولارات..! ! هل سمعتم بمسؤولين يجبون الضرائب والرسوم الجمركية لحسابهم الخاص، وهل مر عليكم في التاريخ المعاصر أن تهدد ثورة أو دولة معاصرة بوقف صرف رواتب العاملين أو مخصصات المناضلين إن لم يتمردوا على قادة آخرين من رفاقهم أو يتجسسوا عليهم'' . واستهجن القيادي البارز أيضا إقدام السلطة الفلسطينية على تعيين الجنرال الأمريكي كيث دايتون مسؤولا عن تدريب الآلاف من صغار السن وقيادتهم على اعتقال رجال المقاومة وملاحقتهم ومصادرة أسلحتهم باسم الحفاظ على الأمن ، على حد تعبيره. وكان القدومي فجر قنبلة باتهامه لعباس ودحلان في مؤتمر صحفي مصغر عقده بعمان في 12 جويلية قال فيه إن عرفات أودع لديه قبل وفاته محضرا لاجتماع سري جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأمريكية، وتم التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة. ولفت القدومي إلى عدم جدوى المفاوضات مع إسرائيل ، وختم بيانه متسائلا: '' كم من الآلاف المؤلفة من قدامى المناضلين وأصحاب الخبرات الطويلة أحيلوا للتقاعد واستبدلوا بفتية من صغار السن بلا علم ولا خبرة تؤهلهم لتسلم مواقع حساسة مثل هذه . من جهة أخرى وجهت عدة فصائل فلسطينية انتقادات حادة للخطاب المطول الذي ألقاه الرئيس محمود عباس في مؤتمر فتح السادس الذي بدأ أولى جلساته الثلاثاء في بيت لحم. ونقلت صحيفة ''القدس العربي'' عن داوود شهاب الناطق باسم الجهاد الإسلامي قوله إن خطاب عباس ''لم يأت بجديد''. وأضاف: ''كنا نتأمل أن نستمع إلى خطاب حول خطة يتوحد عليها الكل الفلسطيني لمواجهة العدوان الإسرائيلي أو حتى لدعم الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة، كما كنا نتوقع أن نستمع لكلام جديد حول محاور لفكفكة المعضلات التي تقف أمام التوصل لاتفاق وطني''. ومن جانبه، تمنى جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية نجاح مؤتمر فتح، لكنه انتقد أيضاً تركيز الرئيس عباس على السير في نهج المفاوضات مع إسرائيل، التي قال أنها ''لم تجن شيئاً في ظل مواصلة الاستيطان وتهويد القدس''. وكان إسماعيل رضوان القيادي في حماس اتهم عباس ب ''المتاجرة بالقضية الفلسطينية من خلاله طرحه مبدأ التفاوض من أجل التفاوض''، مشيرا إلى ان أبو مازن اعترف بصراحة ب ''عبثية المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني''، كونه يتنصل من كل الاتفاقيات والحقوق الفلسطينية المشروعة، وهاجم رضوان عباس بسبب اتهاماته لحركة حماس، وقال إن تلك الاتهامات ''فبركات كاذبةس. وفي مفاجأة مدوية كشف التلفزيون ''الإسرائيلي''، أن القنصل الأمريكي في القدس اجتمع مع عباس من أجل تفحُّص خطابه في مؤتمر ''فتح'' السادس، فيما أكدت حماس أن هذه الخطوة تعد دليلا واضحًا على تدخُّل أمريكا المباشر في الشؤون الداخلية لفتح. كما أكدت حماس أن ''خطاب عباس صِيغ بلغة غير وطنية''، مشيرةً إلى أن ''عباس اختار أكاذيبه المكررة بعناية، والتي تنم عن خبث كبير وتضليل منقطع النظير عندما وصف حماس بالظلامية والإرهاب ومحاولة اغتياله، وغيرها من الأوصاف التي يحرض بها العالم على حماس''. العاهل السعودي ل ''عباس': لن تقوم للدولة الفلسطينية قائمة والبيت منقسم أكد العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز ل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أن الدولة الفلسطينية المستقلة لن تقوم لها قائمة في ظل الانقسام الذي يعاني منه البيت الفلسطيني. جاء ذلك في رسالة بعث بها خادم الحرمين الشريفين إلى عباس وأعضاء مؤتمر فتح السادس، أكد من خلالها على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني وتجاوز مرحلة الانقسام. وأشار العاهل السعودي في رسالته إلى أن انطلاق حركة ''فتح'' كان بمثابة الشعلة التي أحيت الصمود العربي، داعيًا إلى وقف القتال بين أبناء الوطن الواحد.وأكد على أن ما يحدث في فلسطين هو صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين، وأوضح العاهل السعودي أنه لو أجمع العالم كلّه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه، واختتم العاهل السعودي رسالته بدعوة الفلسطينيين إلى توحيد الصف ورأب الصدع.