لقد تعوّد المجتمع الجزائري بنظام أسبوعي قائم على العمل بداية من يوم السبت إلى غاية يوم الخميس بالنسبة إلى التلاميذ والأربعاء بالنسبة إلى بعض المؤسسات والشركات. لكن بعض التغييرات طرأت في الأسابيع القليلة حيث تقرر استبدال العطلة التي تخص نهاية الأسبوع والتي تتمثل في يومي الخميس والجمعة بيومي الجمعة والسبت، ولهذا السبب فقد وجدنا بعض ردود الفعل السلبية التي لم ترض بعض الاطراف ومن بينهم المعلمون الذين وجدوا أنه من غير المنطقي الذهاب إلى العمل يوم الجمعة التي يعتبرونها أو بمعنى أصح تعوّدوا أن يكون هذا اليوم هو يوم راحة. استقبلتنا السيدة حكيمة، وهي معلمة في التعليم الابتدائي، تؤكد وتقول ''لم أتقبل قط خبر خروجي يوم الجمعة متوجهة إلى العمل، حيث تعودت أن أمكث في البيت وخاصة في الفترة الصباحية، حيث أقوم بتنظيف منزلي وأحضر الغداء لزوجي وأبنائي، زد على ذلك والاهم صلاة الجمعة التي تعتبر شيئا مقدسا لا يمكن تجاهله، حيث يستعد المصلون للذهاب إلى المسجد لحضور خطبة الجمعة والصلاة فإذا بي أكون في طريقي إلى الدخول للبيتي، خاصة أني تعودت على الذهاب لقضاء صلاة الجمعة مع زوجي. فأنا أرفض كل الرفض ما سيحدث من تغيير لأنه سيقلب بعض الموازين التي تعود علينا بالسلب أكثر من الايجاب، لذلك فأنا شخصيا أحبذ التوقيت الذي تعودنا عليه فهو توقيت مريح يساعد المعلمين والمعلمات وأيضا التلاميذ، فقد تعودوا على مكوثهم يوم الجمعة في بيوتهم وأيضا احترام صلاة الجمعة فكيف نعلمهم في برامجنا الدراسية احترام مواقيت الصلاة مدعمين دروسنا بأحاديث وآيات قرآنية، في حين يجدون ما نحثهم عليه حبرا على ورق وغير مجسد على أرض الواقع، حيث يذهبون إلى المدرسة ويتركون واجبهم نحو الصلاة. وبالتالي وحتما سوف يقل اهتمامهم بهذا اليوم المقدس المعظم، الذي يترك فيه الجميع مالهم وأعمالهم مهرولين إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة''. ولكن في المقابل نجد بعض الفئات التي تجد عكس ما سمعناه عند الآخرين كالصحافيين مثلا بحكم تعودهم على العمل يوم الجمعة، فقد رحبوا بفكرة عدم عملهم يوم الجمعة واستبداله بيوم السبت فقد شجعت السيدة ''رفيقة'' هذه الفكرة لأنها كانت تعمل يوم الجمعة وفي هذا اليوم المبارك يجتمع كل أفراد الاسرة في البيت وخاصة المرأة، فمن طبيعتها أن تكون في البيت لتخدم زوجها وأبناءها ولذلك فقد التقينا بالسيدة والصحافية ''رفيقة'' لتبدي رأيها في الأمر، فتقول ''لقد رحبت جدا بالفكرة جدا نظرا لما لقيته من معاناة عند خروجي يوم الجمعة متوجهة إلى العمل، فأول ما واجهته زوجي الذي رفض كل الرفض خروجي في ذلك اليوم فكيف أترك بيتي وأشغاله حين يحتاجني أفراد أسرتي مثلا في تحضير الغداء وغسل الملابس وغيرها. ففي كثير من الاوقات يذهب زوجي لأداء صلاة الجمعة من غير أن يجد غداء محضرا وهذا ما يزيد في توتره وغضبه. لكن مع تغير الوضع سوف أحظى بيوم الجمعة الذي أعتني به بأفراد عائلتي وأعمل بالمقابل يوم السبت كيوم عادي والعمل فيه مقبول في مجتمعنا''. أما الخضار عيسى، فيقول ''لا يهمني الأمر فأنا لا أتقيد بشركة أو مؤسسة معينة، فعملي حر وأعمل كيفما أشاء فيوم الجمعة أعمل صباحا وأغلق في فترة الصلاة والفرق يكمن فقط كون أن التجارة والبيع سوف تقل لما يطبق القانون فعليا، فالزبائن الذين اعتدت أن أبيع سعلتي لهم تقل حركتهم وذلك لأنهم سينشغلون بعملهم داخل مؤسساتهم ففي الصباح ينهمكون في العمل وحين الصلاة يقضون صلاتهم وبالتالي فستقل الحركة تماما''.