سألت منشطة حصة ثقافية في إحدى الفضائيات العربية العازف الموهوب ''ملك العود'' كما يلقبونه.. نصير شمة: ما هي أعز أمنية لك تريد أن تتحقق في القريب العاجل: - أن يصبح في كل بيت عربي آلة عزف وعازف.. جوابه هذا منطقي كونه شغوف بالموسيقى ومدرس لها ومؤسس للعديد من بيوت العود في مختلف البلاد العربية.. لكني لم أتوقعه منه.. لم أنتظر أن يكون هذا هو رده على سؤال المنشطة.. توقعت أن يقول لها وهو العراقي المهجر من بلده الغارق في الفوضى والدماء.. أمنيتي مثلا أن يعم السلم والأمن العراق وأن تنطفئ نار الفتنة فيها .. وأن تستعيد وهجها وألقها الحضاري الذي كان.. لكن هذا الفنان الكبير آثر الموسيقى وراهن على الفن كمخلص ومنقذ للبشر.. وهكذا رد من هكذا أستاذ لا يمكن أن يكون اعتباطيا.. فالرجل عالم موسيقى ولا بد أنه تكشف على أسرارها وعرف قدراتها وأثرها في نفوس ممارسيها ومحبيها، فهي سلاح من نوع آخر، سلاح حضاري وإنساني، يستطيع تطهير الإنسان والمكان من أي دنس وأي شر. ولا شك أن الرجل اتخذ من الموسيقى بالذات ومن العزف على العود سلاحه لمقاومة العنف، ومحاربة كل الأفئدة المتيبسة والقلوب المنغلقة المتحجرة.. عبقرية الموسيقى وسحرها يكمن في قوتها التي تفوق قوة السلاح، النغمة الحلوة الرقيقة والعزف الراقي الجميل يطهر النفوس ويزرع القيم الجمالية العالية، هذه القيم هي التي راهن عليها نصير شمة ونذر جهده وفنه لنشرها في ربوع البلاد العربية حتى تستجلي أسرار الجمال وتوقظ المعاني الإنسانية وتنتشر قيم الخير والمحبة والسلام بين البشر .