كشف سيلم الطاهر مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لولاية الجزائر عن تسجيل ما يفوق 35 ألف مؤسسة صغيرة، خاصة في السنة الماضية لدى صندوق الضمان الاجتماعي في إطار مشاريع الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب والوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار. وأضاف المتحدث في لقاء جمعه ب''الحوار'' أن النشاطات الحرفية والصناعات التقليدية على مستوى العاصمة باتت تعرف بعض الركود، وعزوف الحرفيين عن الاستثمار فيها نظرا لغياب قنوات التسويق، الأمر الذي تطلب التنسيق مع السلطات المحلية لإنشاء أسواق متخصصة وفتح فضاءات جديدة لعرض مختلف السلع والتحف التي تنم على الموروث الحضاري، حيث ستخصص ساحة كينيدي وساحة الشهداء للتعريف أكثر بالمنتوجات الحرفية والسياحية. الحوار: بلغ عدد المؤسسات الصغيرة بالعاصمة خلال 2007 أكثر من 35.400 ألف مؤسسة، لتسجل بذلك ولاية الجزائر ريادة الترتيب على المستوى الوطني، كم مؤسسة تم تسجيلها خلال السداسي الأول من سنة 2008 وكم بلغ عدد المناصب التي تم استحداثها؟ - سيلم الطاهر: عند نهاية عام 2007 بلغ عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المصرح بها لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي 293.946 مؤسسة خاصة، وتعد المؤسسات الخاصة الأغلبية في تعداد قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المصرح بها لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء. إلى جانب ديناميكية وحركية المؤسسات الخاصة أدت إلى نمو خلال 2007 يقدر ب 24.140 مؤسسة موزعة كالآتي: 24865 إنشاء 2481 استئناف النشاط ( بعد التوقف المؤقت) 3176 شطب. كما شهدت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية نهاية عام 2007 تراجعا، حيث أصبح عدد المؤسسات 666 مؤسسة، وهذا التراجع ناتج عن خوصصة مؤسسات القطاع العام، على المستوى الوطني، أما بولاية الجزائر فقد سجلت 35296 مؤسسة خاصة خلال 2007 بنسبة نمو فاقت 73 بالمائة، كما تمكنا من تسجيل 1212 حرفي في نفس الفترة فقط، بالإضافة إلى حوالي 41 ألف منها تشغل حسب أرقام الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب. أما فيما يخص عدد المؤسسات لسنة 2008 فليس لدينا المؤشرات الخاصة، خاصة وأن الوزارة حديثة النشأة ولكن نحاول وضع نموذج بالتنسيق مع بعض المؤسسات من بينها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهذا حسب الاحتياجات. ما هي أهم القطاعات التي تنشط بها؟ ولماذا ينفر الشباب من النشاطات التقليدية والحرفية؟ - لا يمكن معرفة النشاطات خاصة أن هناك أجهزة دعم مثل البنك، حيث لا تتم الموافقة على مشروع لا يعود بالفائدة، لأن التاجر يعمل من أجل الربح. ولا يمكن القول إن الشباب ينفر من النشاطات التقليدية والحرفية خصوصا أن أكثر من 10 آلاف حرفي مسجل بغرفة الصناعة التقليدية والحرفية، إضافة إلى أننا نجد أن أكثر من 90 بالمائة ورث الحرفة عن أجداده، وقد شهدت الحرف انخفاضا في اليد العاملة لأن شباب اليوم يفضلون بيع السلع الصينية بأثمان مختلفة، همهم الوحيد هو الربح السريع خاصة وأن الصناعة التقليدية والحرفية تتطلب الصبر لإتقان العمل. من جهة أخرى نصر ونؤكد على الدولة أن تعطي الدولة فرصة لهذه الفئة لتفرض نفسها بالمجتمع للمشاركة في المشاريع الضخمة التي ستتمحور في بناء ثلاثة مساجد في كل من وهرانوالجزائر بالمحمدية ومقر وزارة الشؤون الخارجية بالعناصر. ونحن مستعدون لاقتراح أحسن الحرفيين في الميدان. عموما أهم القطاعات التي تعرف نشاطا حيويا النقل، البناء والأشغال العمومية، الصناعة الغذائية، الخدمات، التجارة، الفندقة والإطعام. أعطى رئيس الجمهورية تعليمات صارمة للمؤسسات المالية والمصرفية بضرورة الإسراع في معالجة ملفات إنشاء مؤسسات وتوفير مناصب عمل، فما هي توقعاتكم مع نهاية العام الحالي بخصوص عدد المؤسسات ومناصب الشغل المباشرة؟ - لا بد من تطبيق التعليمة مادام أنها صدرت من رئيس الجمهورية، وعلى الإدارة الالتزام بها ومساعدة الأشخاص الراغبين في إنشاء مؤسسات صغيرة بهدف القضاء على البطالة ولو بنسبة قليلة، ولكن هناك مشكل وهو انعدام الرقابة الفعلية من طرف المسؤولين ونحن نتوقع زيادة أكيدة في عدد المؤسسات خاصة ونحن نقارب 300 ألف زيادة ملحوظة على مستوى المؤسسات، وإذا وجدنا تسهيلات أكثر فالزيادة ستكون أكبر، بالإضافة إلى إنجاز 100 مؤسسة لا تزال في طور الإنجاز ورغم هذا فنحهن لا نغطي المنتوج الجزائري، لذا نضطر للاستيراد. تعاني بعض الأنشطة لاسيما الحرفية والتقليدية من غياب أسواق متخصصة في متوجاتها وأحيانا كساد الإنتاج على مستوى العاصمة. ماهي الإجراءات التي اتخذتموها للمحافظة على هذه الصناعات من الزوال والاندثار؟ - يعتبر مشكل التسويق مشكلا عويصا، ونحن كمديرية نفكر في إنشاء أسواق بلدية في انتظار الموافقة من طرف رؤساء البلديات، حيث يكون المستفيد الأول من هذه الأسواق أبناء البلديات لبيع المنتوجات التقليدية، وهذا لا يمنع من استفادة التجار الآخرين من الأسواق البلدية، خاصة في مثل هذا الفصل الذي يعرف حركة سياحية وطنية من طرف ولايات الجنوب، ومن بين أهم المشاريع المقترحة مشروع ساحة الشهداء وساحة كنيدي، الهدف منها التعريف أكثر بهذه الحرفة وجذب أكبر عدد ممكن من الشباب، وما يزيد من قيمة هذه الحرفة هو أن الحرفي يعمل طيلة السنة ليبيع أعماله الفنية خلال شهرين، الأمر الذي يدل على تقنياتها الدقيقة، إلى جانب مشروع إنجاز 70 محلا حرفيا وبنك زائد مطعم ومصلى. ولحماية الحرفي أكثر وتعريفه بحقوقه فقد عملت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية بالتنسيق مع أجهزة الدعم مثل مديرية الشباب والرياضة على تحضير قافلة ستنطلق الخريف المقبل، حيث ستقصد المنتجين والشباب العاطل على مستوى الإدارات المحلية. طرحت الوزارة الوصية عدة برامج لتأهيل إنتاج المؤسسات الأجنبية. كم هو عدد المؤسسات التي استفادت من برامج التأهيل (ميد1 + ميد2 ) بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي؟ - قدر عدد المؤسسات التي استفادت من برامج التأهيل ب 146 مؤسسة في فيفري ,2007 ولدينا جهاز يسمى جهاز المجلس الوطني الاستشاري الذي يعتبر همزة وصل الوزارة والجمعيات وأرباب العمل، يقوم بالتحضير للملتقيات والندوات الصحفية. تناولتم مؤخرا (30 جوان 2008) في يوم دراسي بمقر الغرفة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية موضوع '' المناولة الصناعية '' إلا أن هذا المفهوم يبقى غامضا بالنسبة للكثير من المؤسسات. هل يمكن لك أن تعطينا تعريفا موجزا للمصطلح؟ وكم هو عدد اتفاقيات المناولة التي تم إبرامها في السنوات الأخيرة؟ - يمكن القول إن المناولة هي التكامل بين المنتجين لإنتاج شيء ما وبعبارة أخرى أعطيك شيئا مقابل شيء آخر. تعرف العديد من المؤسسات الصناعية العمومية ضعفا وعجزا في مستوى هياكلها وإنتاجها. هل تعملون بصفتكم كمجلس استشاري '' للمناولة '' على تسهيل إبرام عقود مع مؤسسات أجنبية؟ هل هناك عوائق تؤثر على نشاطهم؟ - رغم المشاكل الكبيرة التي تواجه المؤسسات الصناعية العمومية على مستوى العاصمة خاصة، إلا أننا لم نعقد أي اتفاقية لحد الساعة مع المؤسسات الأجنبية رغم أنه كان هناك عدة اجتماعات ولقاءات، خاصة وقد واجهنا عدة مشاكل بين المؤسسات الجزائرية لانعدام الاتصال والتنسيق فيما بينها.