مكنت السهرة الشعرية ''قناديل لأمسية درويشية'' التي انتظمت أول أمس بوهران، من إماطة اللثام عن عالمية الرصيد الشعري الذي خلفه ضمير القضية الفلسطينية الشاعر الراحل محمود درويش. وذكر الباحث الأكاديمي الدكتور محمد بهلول خلال هذا اللقاء الذي حضرته عدة أسماء ثقافية وأدبية من داخل وخارج الولاية أن شعر المبدع الراحل الفلسطيني محمود درويش يعد ''تكريسا لمبادئ الدفاع عن القيم الانسانية ومعاني الوجود وينادي الى الحق والعدالة''. وأشار السيد بهلول وهو مدير المعهد المذكور الذي احتضن هذه التظاهرة الثقافية المنظمة بالتنسيق مع المقهى الأدبي لمدينة وهران والمخلدة لتراث الشاعر الفلسطيني الفذ، الى مدى ملاءمة الأطروحات التي تركها الراحل مع جميع القضايا العادلة في العالم سواء من حيث المكان أو الزمان. ومن جهتها اعتبرت الشاعرة الملقبة في الأوساط الأدبية ب ''أم سهام'' أن الأبيات الدرويشية لا تزال حتى بعد رحيله ''مدوية في أجواء المستوطنين والغزاة وجميع القوى الظالمة والمستبدة في شتى البقاع خارقة لآذانها وغامدة في كيانها المهزوز'' مثلما بقي شعر محمود درويش كما أضافت ''أنيسا للمظلومين وزادا روحيا للثائرين والمناهضين للسياسات الاستعمارية المتغطرسة''. وترى الشاعرة دليلة حساين دواجي من المقهى الأدبي لوهران أن وفاة محمود درويش خسارة عالمية لكلمة الحق والحقيقة ''حتى وإن ترك إرثا فكريا باتت تنهل منه اتجاهات العدل في سائر الأوطان ومنتجعر لذوي القضايا العادلة''. وقد شهدت ''قناديل لأمسية درويشية'' التي تحيي ذكرى رحيل الشاعر محمود درويش تقديم قراءات شعرية تناولت ابداع ''ضمير القضية الفلسطينية'' وإسهاماته في الكفاح ضد العدو الصهيوني وذلك من إمضاء مجموعة من الشعراء والأدباء أمثال الدكتور حاج ماحي سنوسي من ولاية معسكر والشاعر الفلسطيني صالح خالد، فضلا عن عايدة سعدي ونوال رقيق. والى جانب بث شريط لقراءات شعرية للراحل محمود درويش في خضم هذه السهرة الثقافية التي تندرج في إطار سلسلة الندوات الرمضانية التي يعكف معهد تنمية الموارد البشرية بوهران على تنظيمها منذ بداية شهر الصيام، تابع الحضور القصائد المجيدة للراحل بتقديم من الشاعرة ''أم سهام'' على غرار ''على هذه الأرض ما يستحق الحياة'' و''مديح الظل العالي ''.