واقع أعمال درويش الشعرية في اللغات العالمية نظمت وزارة الثقافة بالتنسيق مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي برواق ماما بالمتحف الوطني للفن المعاصر في العاصمة ندوة حول ''علاقة أشعار محمود درويش بالترجمة''، عرض خلالها ثلة من المترجمين تجربتهم في مجال الترجمة الخاصة بصاحب الكلمة المعبرة والحس الشاعري المرهف والكلمة النيرة محمود درويش الذي اعترف له العدو قبل الصديق بسحر شعره ونبل أفكاره وجمال روحه ووقع قصائده التي كانت بمثابة سهام مسمومة غرزها في صدر غريمه. وفي هذا الصدد قالت المترجمة لوز غوميز غارسيا من إسبانيا التي ترجمت 5 كتبا حول أعمال درويش الشعرية والتي أكدت أنها ركزت أثناء قيامها بعملية نقل قصائد درويش من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية على الملاحظات التي استخلصتها خلال اجتماعها بالشاعر الحر محمود درويش، واصفة متابعة القارئ الإسباني لتلك الأعمال المترجمة بالإيجابية نظرا لتهافت القراء على اقتناء الطبعات بصورة مذهلة ونفادها من على صفوف المكتبات بإسبانيا باعتبارها، تضيف غارسيان تعبر عن حالة وجدانية تشكل مزجا بين الحس الرومانسي وصحوة الواقع، وهو ما يؤكد، تضيف غارسيا، اهتمام الشباب الأوروبي بالأدب العربي. وفي سياق مماثل قال الناشر وصديق الراحل فاروق مردم باي إن ''المقاربة الأولى لنصوص درويش كانت سياسية بالدرجة الأولى وتحمل في طياتها رسالة أمل وتمثل نوعا من النداء للصمود في قالب رومانسي ثوري. وخلال فترة السبعينيات أصبحت أعمال درويش مرجعا سياسيا وشعريا في العالم العربي''. إن محمود درويش وعلى الرغم من المنفى وبعده عن وطنه الأم لم يرد يوما أن يكون بطلا، بل كان يريد فقط أن يكون مواطنا حرا في بلد حر.من جهته قال عادل قرشولي، فلسطيني مقيم بألمانيا، إن ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى لغات العالم هي وسيلة مثلى لنقل أفكارنا إلى المجتمع الدولي خاصة إذا ما تعلق الأمر بقصائد شعرية في حجم الفقيد درويش. موضحا في الوقت ذاته أن الترجمة الشعرية هي أصعب ترجمة مقارنة بالمادة العلمية أو أي فكرة فلسفية لكون الترجمة الشعرية تعتمد على المفردة فهي لا تعبر عن تاريخ معرفي فقط بل تتضمن تاريخا حسيا. إن قصائد دوريش، يقول قرشولي، تحتمل العيش خارج مياهها، وبقدر بساطة معانيها وعباراتها فهي تشكل صعوبة في إيجاد الألفاظ التي تخدم المعنى الحقيقي للقصيدة وعمق حسها الشعري''.