تعلم الحب كما يقال يتم عن طريق الحب الملتقي أولا.. وقتها يصبح للحياة طعم آخر وتصبح للوجود معنى آخر..الحب هو من يعلن بهجة وجودك.. أما الكره فهو يعلن البغضاء والإقصاء وتسميم كل ما يعترض طريقه ..البشر عامة مفطورون على أن يكونوا محبوبين وعلى أن يحبوا.. حتى من هم مصابون بإعاقة عقلية أو المختلفين ذهنيا لهم حساسية خاصة اتجاه عاطفة المحبة، وأكدت البحوث الطبية على أنهم سريعو التأثير به ما يعني أنهم على وعي بهذه العاطفة السامية.. بل حتى الطفل رغم عدم استكمال قواه العقلية وعدم نمو قدراته ولغته لا يمكنه أن ينشأ نشأة سليمة ما لم يتشبع بهذه العاطفة .. علماء اللغة يقولون أن لغة الحب لا تشكل معنى والتحقق منها يمتد عن طريق الحب لنفسه.... يكفي أن تنظر إلى عيني طفل لتعرف مقدار ما تحصل عليه من حب والديه ومن حوله ... الطفل الذي ترعرع في محيط عامر بمشاعر المحبة والحنان يكتسب شعورا متوازنا بالثقة والقيمة، وبالتالي يحصل ذاك التواصل الإيجابي والمثمر مع الآخر. أما بالنسبة لعالم الكبار الراشدين فلا شيء يتدخل في إظهار الأحاسيس أو تلقيها مثل الانفعالية، ورغم قوتها وفورتها لدى الأغلبية إلا أن الكثيرين يرونها غير جديرة بترجمة إحساس الحب، هذه العاطفة التي يركنونها على مسافة أبعد ما يمكن عن سلوكاتهم اليومية. كبت عاطفة الحب أمر يتقنه معظم الناس اليوم وما عاد يستسيغه أحد في عالم طغت عليه الأهواء المادية وأصبحت المصلحة والمنفعية سيدة المعاملات بينهم .. انفعالية إنسان العصر باتت ذات اتجاه أوحد عامر بالأحاسيس السلبية مثل الإهمال، التجاهل، العنف بأشكاله، النرجسية، الظلم والاستغلال بأنواعه هذه المساوئ ومشتقاتها وأبعادها النفسية والسياسية والاقتصادية والثقافية تحولت إلى أخلاقيات العصر من العبث منافستها أو معارضاتها أو مواجهتها.