اظهر الفيلم الوثائقي ''اللقاء الأخير مع جانسون'' لمخرجه علي فاتح عيادي جوانب مضيئة في شخصية المناضل الإنسانية فرانسيس جونسون وذلك خلال عرضه، أول أمس، على هامش فعاليات الطبعة الرابعة من المعرض الدولي للكتاب وضمن اللقاء التكريمي المخصص لصديق الثورة الجزائرية المناضل فرانسيس جانسون. وحسب ما صرح به مخرج العمل بعد العرض، فإن الفيلم الذي أنجزه شهرين قبل موت جانسون، لم يكن ليعرض في هذه الذكرى وإنما كان ضمن سلسلة من الأشرطة التي أنجزها بالتعاون مع مؤرخين حول الشخصيات التاريخية التي لعبت دورا بارزا في مسار الثورة وكفاح الشعب الجزائري. حيث أفاد عيادي ان فرانسيس قبل إجراء الحوار معه لما علم أنه من الجزائر رغم مرضه وتم تسجيل الحوار الذي استغرق ساعة من الزمن. وقد عرض التلفزيون الجزائري جزءا من الشريط مدته 26 دقيقة ليتم عرض الشريط كاملا خلال الاحتفالية المخصصة لجانسون. ويركز العمل على إظهار موقف صديق الجزائر من هؤلاء الفرنسيين الذين وصفوه بالخائن، حيث يؤكد الفقيد عدم انزعاجه من ذاك الوصف الملفق لأنه اعتبر دائما انه كان خائنا لفرنسا الاستعمارية وليس لفرنسا حقوق الإنسان. للإشارة فإن صديق الثورة الجزائرية فرانسيس جانسون انطلق في مساره الفكري والسياسي قبل اندلاع الثورة الجزائرية ثم واصله بعدها. هرب سنة 1943 من فرنسا ليدخل في كنف العمل السري لأول مرة، اعتقل وهو في ربيع شبابه حيث أرسل إلى معتقل ميراندا دي إبرو أشهر معتقلات اسبانيا. وعندما أطلق سراحه انخرط في صفوف المقاومة السرية بشمال إفريقيا وأصبح من الأنصار المتحمسين للديغولية. وفي سنة 1952 تزعم جنسون طليعة الجدل الإيديولوجي الذي آل إلى قطيعة تامة بين اثنين من أبرز مفكري مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وهما جون بول سارتر وألبير كامو. وبعد سنة 1955 ضحى جنسون بكل مايضمن له السلامة والأمان ليكرس نفسه لمساندة الكفاح الجزائري ويلقي بنفسه مرة أخرى في أتون العمل السري. اتصل جونسون بقيادة فيدرالية جبهة التحرير الوطني وأسس شبكة الدعم والمساندة: شبكة حملة الحقائب التي كانت تضمن التنقل والإيواء وتهريب الأموال والمناضلين وتزوير جوازات السفر للمناضلين الجزائريين.