تحتضن الجزائر يوم غد الأحد المؤتمر العربي الأول حول تشغيل الشباب من أجل التعرف على أبعاد التشغيل والبطالة على المستوى الدولي والعربي والاقليمي وتحيين المعطيات المتعلقة بالمجال. ويهدف هذا اللقاء الذي بادرت بتنظيمه وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالتنسيق مع منظمة العمل العربية إلى دراسة التجارب العربية والدولية في مجال دعم تشغيل الشباب من سياسات وبرامج وخطط عملية. كما يرمي هذا اللقاء العربي الذي يجري على مدى ثلاثة أيام --حسب الوزارة --إلى ''التعرف على انشغالات الشباب في المرحلة الحالية وتطلعاتهم للمرحلة المستقبلية'' وكذا ''تحليل الروابط بين مشكلة تشغيل الشباب والبطالة والجوانب الديموغرافية والتعليمية والتكوينية وقضايا الأجور ونظم التوظيف ومعلومات سوق الشغل والهجرة''. ويسعى هذا المؤتمر الذي سيشهد مشاركة ممثلين عن 21 دولة عربية --يضيف نفس المصدر-- إلى ''إبراز فئات الشباب الأكثر معاناة من ظاهرة البطالة '' وإلى ''تحديد التوجهات في مجال دعم تشغيل الشباب على المستويات العربية والإقليمية والجهوية''. وسيتطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى عدة محاور منها تلك المتعلقة بمواضيع تخص ''أوضاع وآفاق تشغيل الشباب على المستويين العربي والدولي'' وأخرى تتناول مجال ''التشغيل في القطاع غير المنظم'' إلى جانب مواضيع تتمحور حول ''توجهات وملامح العقد العربي للتشغيل (2010-2020) وآليات تنفيذه''. وستركز أشغال المؤتمر أيضا على محور ''التجارب الرائدة في تدعيم برامج تشغيل الشباب'' وكذا موضوع '' الأسلوب الأمثل لتدعيم برامج تشغيل الشباب من منظور المنظمات العمالية في الوطن العربي وكذا التجارب العربية والإقليمية والدولية في مجال تشغيل الشباب''. وأشارت الوزارة إلى أن معدل البطالة في الدول الأكثر تصنيعا في العالم بلغ 5ر8 بالمائة في جويلية 2009 في حين وصلت إلى 9 بالمائة على مستوى الاتحاد الأوروبي بينما بلغت هذه النسبة 14 بالمائة في الوطن العربي''. وبما أن الشباب يمثل خمس السكان في البلدان العربية -- يوضح ذات المصدر-- فإن هذه الفئة هي ''الأكثر عرضة لظاهرة البطالة بحيث تمثل أكثر من 50 بالمائة من النسبة الإجمالية للعاطلين عن العمل. وأضاف المصدر نفسه أن ''نسبة العاطلين من الشباب تفوق 70 بالمائة من إجمالي العاطلين في عدد من الدول العربية'' وأن من بين أهم المشاكل التى يعاني منها العالم العربي ''عدم ملائمة التكوين مع متطلبات سوق العمل''. وأمام هذا الوضع بات من الضروري على الدول العربية التركيز على الاستراتيجيات والآليات الفعالة لا سيما من خلال مختلف برامج التشغيل التى أعدتها للحد من أزمة البطالة. والجدير بالذكر أن تنظيم هذا المؤتمر الأول من نوعه يأتي --توضح الوزارة-- ''نتيجة للقمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الأخيرة للقادة العرب والتي أقرت عقدا عربيا للتشغيل يمتد من 2010 الى 2020 والذي من بين أهدافه تخفيض نسبة البطالة في العالم العربي إلى النصف وزيادة الإنتاجية ب10 بالمائة خلال هذا العقد''. وتشير تقديرات البنك الدولي ومنظمة العمل العربية--حسب الوزارة--إلى ضرورة توفير ''ما بين 80 الى 100 مليون منصب شغل إلى غاية سنة 2025 '' أي ب''معدل 6 ملايين منصب سنويا''.