أجمعت آراء الجمهور الكروي الجزائري على التفاؤل بتأهل المنتخب الجزائري إلى الدور ربع النهائي لأمم أفريقيا، بعد سلسلة النتائج التي جاءت متتابعة لتبشر ببداية عهد مشرق للكرة الجزائرية، وضع أصوله شيخ المدربين رابح سعدان، مهندس الأفراح الجزائرية في ملاعب كرة القدم، وصاحب المفاجآت السعيدة للجزائريين، التي تكون دائما في صالح النخبة. ومن خلال سبر للآراء وضعته الإذاعة الجزائرية على موقعها الالكتروني، ويتضمن السؤال الآتي: ''هل أنت متفائل بتأهل المنتخب الجزائري إلى الدور ربع النهائي لأمم أفريقيا؟''، مع اختيار إحدى الإجابتين (نعم) أو (لا) بلغت نسبة المصوتين بنعم 90 بالمائة، بما يقابل 500 صوت من أصل 553 العدد الإجمالي للمصوتين مما يعكس درجة عالية من التفاؤل في الأوساط المتتبعة للمسار الكروي الجزائري، وذلك بعد النتيجة التي حققها في رحلته في المجموعة الثالثة بحساب التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا للأمم 2010 بأنغولا وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وفي قراءة لنتيجة الاستبيان انطلاقا من استقصاء مسيرة ''محاربي الصحراء''، يتضح أن التوافق بين تفاؤل الجمهور الكروي وانجازات ''الخضر'' إنما هو قناعة تحققت انطلاقا من توافر عدد من العوامل، نذكر منها النتائج المتحققة خلال التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا .2010 بالإضافة إلى مستوى المجموعة التي تلعب فيها الجزائر خلال ''كان'' أنغولا، حيث مكن وقوع ''الخضر'' في المجموعة الأولى تجنب مواجهة مع أندية قوية، وصاحبة ترتيب جيد، فمثلا في المجموعة الثانية، والتي توصف بأقوى المجموعات يوجد منتخب كوت ديفوار المتأهل إلى نهائيات جنوب أفريقيا ,2010 وصاحب المرتبة الستة عشر عالميا في تصنيف الفيفا، بالإضافة إلى منتخب غانا المتأهل إلى جنوب إفريقيا. وفي المجموعة الثالثة يوجد منتخب الفراعنة، المحتل للمرتبة 29 ب820 نقطة في تصنيف الفيفا، والمصنف في المستوى الأول استنادا إلى نتائجه في الدورات الثلاث الأخيرة من البطولة. وفي المجموعة الرابعة يوجد منتخب الكاميرون الذي تأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا، وصاحب المرتبة 11 عالميا في تصنيف الفيفا أيضا ب 1035 نقطة. ولعل من بين العوامل الرئيسة في تحقيق هذه الدرجة من التفاؤل شخصية المدرب الوطني رابح سعدان التي ارتبطت في تاريخ كرة القدم الجزائرية بصناعة النجاحات، والقدرة على إحداث المفاجأة. وتعود فاعلية هذا العامل إلى تاريخ الرجل الذي قاد ''الخضر'' إلى كأس العالم في مكسيكو ,86 وساهم في صنع ملحمة خيخون ,1982 وقاد قبلهما المنتخب الوطني للأواسط في مونديال طوكيو ,1979 مبرهنا بذلك على أن أي نجاح كروي هو جزء من عبقرية المدرب، خصوصا إذا كان يعي جيدا خيوط اللعبة وأسرار الكرة.