أثارت الأديبة والناقدة المصرية نوال السعداوي علامات استفهام جديدة من نوع خاص، عندما دعت مؤخرا إلى شطب المادة الثانية في الدستور المصري، والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، باعتبار هذه المادة ''تنفي فكرة المواطنة. وقالت السعداوي إن أحد الأمثلة على أن هذه المادة تنفي فكرة المواطنة وتفرق بين المواطنين هو قانون الزواج المصري الذي يستمد من الشريعة فيبيح للرجل الزواج بأربع، وهو ما اعتبرته السعداوي ''خيانة وعدم أخلاق وعدم وفاء بالعهد''، بينما لا يحق للمرأة سوى الزواج برجل واحد. وأضافت السعداوي أنها لا تطالب بتعدد زواج المرأة ولكن تطالب بأن يتزوج الرجل امرأة واحدة. ودعت السعداوي إلى فصل ''الدين عن الدولة والقانون والدستور والثقافة وقانون الزواج. وذهبت صاحبة ''المرأة والجنس'' بعيدا في انتقاداتها عندما اعتبرت المجتمع المصري يعيش ''ردة خطيرة'' كونه ''يتنفس دينا'' . وقالت السعداوي، في مقابلة أجرتها مع بي بي سي العربية إنها ''قررت الاستقرار'' في مصر بعد مكوثها في أمريكا لعدة سنوات على أساس أنها لم تشعر بالسعادة أثناء إقامتها في الولاياتالمتحدة لأن المجتمع الأمريكي كما تقول ''رأسمالي أبوي ذكوري مسيحي يهودي. ولعل من أبرز الأسباب التي جعلت السعداوي تختار العودة إلى مصر بعد فوزها بالقضية التي رفعت ضدها في مصر لسحب الجنسية المصرية منها، و تجسيد مشروعها ''النهضوي'' المتمثل في إحداث تغيير جذري داخل المجتمع المصري، الذي قالت بشأنه انه مجتمع ''إسلامي رأسمالي طبقي إقطاعي. وقالت السعداوي أن من النقاط المضيئة التي تجعلها متفائلة بإمكانية إحداث تغيير في المجتمع المصري هو الشباب، حيث كانت تتلقى أثناء إقامتها في الخارج الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني من الشباب في مصر والعالم، مما أشعرها بأن لها شعبية كبيرة.