غريب حال بعض الجرائد الوطنية، التي تصنع من '' الحبة قبة '' ، تهول أصغر المعطيات فتضخمها، وتصغر أكبر الهموم وتتجاهلها، الاطلاع عليها يرفع حدة الغبن لدى القارئ كل صباح، وكأن الجزائر على أبواب جهنم، ومعلوم لدينا أن بعضها يتعامل مع المعطيات انطلاقا من مفاهيم مسبقة ومعروفة لدينا، معالمها واضحة وضوح الشمس. وصار من المضحك جدا أن نقرأ لبعض الجرائد لأن '' شر البلية ما يضحك '' كما يقال، حتى يتساءل المرء هل نحن سذج إلى درجة تجعلنا نتابع جديد هذه الجرائد المستفزة. أخبار نتابعها '' عنهم '' تفيدنا بمعلومات خطيرة غالبا ما تكون خاطئة، ومصادرها ضعيفة، كثيرا ما تأكدنا من عدم صحتها وعايناها بأم أعيننا، سذاجة ما بعدها سذاجة، تبث كالسموم في قلوب الجزائريين، تحاول أن توهمنا أن الجزائر على شفا حفرة من نار، وكأن الجزائر لا يحق لها أن تكون مثالا يحتذى به في البناء والتشييد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات وهي التي تحسد على تركيبتها الديمغرافية التي تعد خزان السواعد الفتية، وشساعة أراضيها وغناها بالموارد الطبيعية السطحية والجوفية وهي عوامل تجعل منها أمة قوية، قادرة، فاعلة في محيطها القاري والعالمي. هذه الجزائر التي أقر التقرير السنوي للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي عن استمرار التحسن في مؤشرات التنمية البشرية فيها، لاحظ وجود تطور إيجابي في التكفل باحتياجات المواطنين في مجالات الصحة والتعليم ومحاربة الفقر. فحتى وإن كانت الجزائر تفتقر لبعض الصرامة والمواظبة في تنفيذ المشاريع التنموية في المدة المفروض استكمالها فيها، فإن المجلس ذكر في تقريره، بأن التحسن في المؤشرات تم تسجيلها في العديد من الجوانب ويعود ذلك بالأساس إلى برنامج التنمية الذي باشرته منذ سنوات وسمح بالتكفل باحتياجات المواطنين، مما جعل الجزائر في مقدمة البلدان النامية في هذا المجال وكذا تحسن مؤشرات القضاء على البطالة التي انخفضت من 29 بالمئة سنة 2000 إلى قرابة 10 بالمئة. إحصاءات مثل هذه لا يمكن أن تقرأها بأي حال من الأحوال على صفحات جرائدهم ..