أعطى أمس وزير الصحة وإصلاح المستشفيات السعيد بركات إشارة انطلاق حملة التلقيح ضد مرض أنفلونزا الخنازير ،حيث كان هو أول من جرى تطعيمه، مؤكدا في هذا الإطار على سلامة اللقاح المستورد من كندا، ومطمئنا جميع الجزائريين على خضوع هذا الدواء لجميع مقاييس المطابقة المعمول بها . وحرص بركات خلال تطعيمه باللقاح المضاد لفيروس ''أ/أش1أن''1 على الوفاء بالوعد الذي قطعه على الجزائريين بان يكون هو أول شخص في الجزائر يتم تلقيه لجرعات اللقاح الذي تم استيراده من مخبر ''جي آس ك'' الكندي، حيث تمت العملية أمام حشد من رجال الصحافة الوطنية والدولية . ودعا الوزير الجميع، خاصة الإعلام إلى التمسك بالموضوعية في نقل كل ما هو متعلق بأنفلونزا الخنازير، حيث قال ''لا تهويل ولا تهوين''، مشيرا أن الدولة الجزائرية حريصة على أمن شعبها، لذلك حرصت على الحصول على كافة الضمانات المتعلقة بمطابقة اللقاح لكل المقاييس المطلوبة، وقد أردف بركات في هذا الشأن بالقول ''تحصلنا على كل الضمانات المتعلقة باللقاح، ولن نضر شعبنا أبدا، لذلك جربناه على أنفسنا أولا''. ونفى الوزير كل الذي أشيع حول فعالية ونوعية اللقاح، حيث ذكر أن الجزائر قد حصلت على ضمان من المخبر الكندي حول مطابقة اللقاح للشروط المطلوبة، وكذا على التزامات من الدولة الكندية الرسمية، إضافة إلى ذلك فقد أخذت كل احتياطاتها من خلال إخضاعه لاختبارات تحليلية أجرتها مخابر جزائرية متخصصة، منها المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، ومعهد باستور، والمركز الوطني لعلم التسمم. وذكر بركات أن اللقاح سيعطى للجزائريين مجانا وفق البرنامج المسطر من طرف مصالحه والمقسم إلى ست فئات، حيث ستمس الحملة الوطنية التي تمس كامل تراب البلاد بدءا من اليوم في بداية الأمر مستخدمي القطاع الصحي العمومي والخاص وشبه العمومي، متبوعين بالنساء الحوامل والأسلاك التي تضمن الخدمة الهامة والإستراتيجية يليها المصابين بالأمراض المزمنة ثم الأطفال المراهقين البالغين من العمر أكثر من ستة أشهر إلى 24 سنة، وفي الأخير محيط الأطفال الرضع البالغين أقل من ستة أشهر. وقال الوزير في هذا الشان ''لم ولن نبخل على مواطنينا ومواطناتنا ''، مشيرا أن العملية تتطلب ''أولويات''، حيث بين أن تطعيم تلاميذ المدارس مرتبط بوصول كميات اللقاح المطلوبة من الجزائر، نظرا لان ذلك يتحكم فيه المخبر الكندي وطبيعة نتائج صنع اللقاح التي تعطي في بعض الأوقات كميات كبيرة وأحيانا أخرى عددا محدود ا، وفي حالات ثالثة لا تعطي أي جرع، إلا أن المسؤول الأول عن قطاع الصحة في الجزائر أكد أن تلقيح التلاميذ سيكون قبل شهر ماي المقبل. وفي هذا الشأن، طالب الوزير ممثل المخبر الكندي الذي كان حاضرا بالإسراع في تلبية الطلبية الجزائرية المقدرة بعشرين مليون جرعة، مشيرا أن الكمية التي وصلت الجزائر إلى غاية أمس تقدر ب مليون و131 ألف جرعة، كما وصف هذه الجرع بأنها ''من نوعية جيدة جدا''، حيث تم استعمالها في 36 دولة، رغم أن شرط الجزائر لاقتناء هذا اللقاح كان استعمالها في دولتين على الأقل. ومن جانبه، أوضح مدير مخبر ''جي أس ك الجزائر'' آيت جمعتين عبد القادر أن اللقاح الذي سيوزع في الجزائر هو ذاته الذي تم التطعيم به في كل من السعودية والإمارات والبحرين والمغرب، إضافة إلى الدول المتبقية من أصل 36 دولة اقتنته، مشيرا أن الجزائر من الدول المحظوظة التي استطاعت أن تؤمن هذا اللقاح، كون أن العدد الذي أمرت به منظمة الصحة العالمية يقدر بخمسة ملايير جرعة، في حين أن المخابر الأربعة التي تنتجه لن تستطيع تأمين أكثر من 50 في المائة من الكمية المطلوبة .