عطاءات نزار القباني لم تنضب، وقلمه لم يتوقف عن كتابة الشعر حتى بعد موته. قبيل رحيل الشاعر لم تنجح عزلته المرضية في بيته اللندني الصغير في إبعاده عن الشعر ودأب على كتابة قصائد عديدة حتى وهو على فراش المرض في المستشفى الذي رقد فيه مدة مرضه، إذ ما من ورقة يجدها بين يديه، قصاصة صغيرة كانت أو حتى الوصفات الطبية، لم تسلم من قلمه الذي ظل ينبض شاعرية وأحاسيس حتى آخر لحظة من حياته. رحل نزار القباني في 30 افريل 1998 مخلفا 35 ديوانا شعريا وهب فيها للمرأة كلمات ليست كالكلمات، وطريقة اخرى للحب، كما كانت للشاعر قصائد في مواضيع اخرى سياسية واجتماعية عكست على مدى نصف قرن استثنائيته الشعرية وأثبتت فرادته في التعامل مع اللغة فأصبح مدرسة في رهافة الحس وصدق الاحاسيس وفيض العواطف.. معظم القصائد رددها العالم العربي وأسكنها وجدانه وعشرات القصائد تغنى بها أشهر المطربين، وصنعت مجدهم في حياته، وبعد رحيله منهم نجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ وكاظم الساهر وغيرهم من نجوم الاغنية العربية .. وهاهي قصائد أخرى عثرت عليها عائلته مؤخرا وهي آخر ما كتب وهو على فراش المرض، وينتظر أن تشهد أعماله هذه النور في الذكرى العاشرة لرحيله في ديوان يصدر عن دار نوفل البيروتية تحت عنوان ''أبجدية الياسمين''. ويتميز هذا الديوان بمقدمة يضعها أبناء الشاعر .