تعتبر الأخصائية الاجتماعية فضيلة دروش أن ما يحدث في مجتمعنا اليوم هوظاهرة ''البيدوفيليا'' التي قادنا إليها البارابول وما يبثه من سموم في أوساط شبابنا ومراهقينا الذين يطلعون على بعض القنوات الإباحية دون رادع أو رقابة أي دون حماية. وحتى عندما يقع الاعتداء الجنسي على الطفل سواء في إطار العائلة أو ما يسمى بزنا المحارم أو خارج البيت غالبا ما يسكت الطفل ولا يصرح بما حدث له، مما يسمح بتكرار الاعتداءات عليه. والسبب في صمته هوعدم ثقته في من حوله فهو بالدرجة الأولى طفل يعيش في وسط يفتقر إلى الحوار ومجتمع منغلق على نفسه أو أنه يعاني من الإهمال. وأضافت الأخصائية الاجتماعية عاملا ثالثا يلعب دورا في انتشار هذه الظاهرة ألا وهو انعدام الثقافة الجنسية لدى الأطفال في مجتمعنا. لذا لا بد على الأولياء من تلقين أطفالهم تربية جنسية صحيحة تقيهم مغبات الاعتداءات، كما لا بد أن تدرج الثقافة والتربية الجنسية في البرامج التعليمية. في حين شددت على دور الأخصائيين النفسانيين على مستوى المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أن أغلبهم يمارسون عملا إداريا لا أكثر بعيدا عن مشاكل التلاميذ وخصوصياتهم. وأكدت في ذات الوقت على ضرورة الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة لأن افتقاد الحوار يوقع الأطفال في مثل هذه المهالك دون أن يجرؤوا على مكاشفة أهاليهم بما حصل لهم من اعتداءات بسبب تخوفهم من ردة فعل يجهلونها، حتى ولو تعلق الأمر بزنا المحارم تلك الجريمة الأخلاقية المسكوت عنها. ويجدر الذكر هنا بأن أغلب الحالات لا يتم التصريح بها وتبقى حبيسة صدور الأطفال، يكبرون بها لتشكل عقدا في حياتهم المستقبلية. فالفتاة الصغيرة التي تتعرض للاغتصاب يضيع مستقبلها وتكبر بكتلة من العقد لتجدها تكره الرجال ولا تثق فيهم أبدا، وحتى إن تزوجت وأنجبت فستعيش في خوف مبالغ فيه على أطفالها خوفا من أن يتعرضوا لما مر بها من معاناة. أما إذا تعلق الأمر بالصبيان، فالأمر أدهى وأمر لأنهم في 90 بالمائة من الحالات يتحولون إلى شواذ جنسيا. ولطالما بقيت هذه الجرائم في ذاكرة الأطفال المعتدى عليهم على شكل كوابيس وأمراض نفسية تحتاج إلى الكثير من الرعاية النفسية والاجتماعية التي تعجز العائلات عن توفيرها للأطفال المعتدى عليهم لتجاوز الأزمة، مما يؤدي إلى تدمير مستقبل الطفل أو دفعه باتجاه خاطئ قد يؤدي إلى إعادة التجربة مع طفل آخر.