أكدت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في تقرير لها بمناسبة إحياء اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية أن هذه الأخيرة لم تحقق تقدما بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى وإن كانت الطريقة المثلى والأكثر اكتمالا وملاءمة للحفاظ على صحة المواليد الجدد والأطفال، وبالرغم من جهود دول هاتين المنطقتين صحيا في تعميم الرضاعة الطبيعية. أوصت المنظمة العالمية الصحة المجموعة الدولية الاحتفال باليوم العالمي للرضاعة الطبيعية وحددت فترة بين الفاتح والسابع أوت من كل سنة تاريخا لها. هذه الخطوة الإيجابية من طرف المنظمة جاءت بعد تسجيلها تراجعا مخيفا في معدلات الرضاعة الطبيعية بمختلف دول العالم، خاصة وأن عدوى استخدام بدائل الرضاعة الطبيعية قد عرف طريقه نحو دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلغ نسبة 38 بالمائة بسبب التقدم الصناعي الذي حققته المنطقة، والتي كانت قد شهدت تحسنا في تعزيز ممارسة الرضاعة الطبيعية وتوسيع مدتها قبل عقد من الزمن. ------------------------------------------------------------------------ المنظمة تدق ناقوس الخطر ------------------------------------------------------------------------ ترى منظمة اليونيسيف أنه رغم فوائد ومنافع الرضاعة الطبيعية على صحة الطفل على المدى الطويل المعروفة لدى العام والخاص، حيث تساهم في نموه وتقوية مناعة جسمه والمحافظة على إنمائه الإدراكي، تبقى المعرفة بهذه المنافع غير كافية. وأحسن دليل على ذلك حسب ما أورده تقرير المنظمة الصادر بحر هذا الأسبوع، فإن غالبية دول منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم تسجل في هذا الميدان سوى نسبة 28 بالمائة في أوساط الأطفال حديثي الولادة ممن لم تتجاوز أعمارهم الشهر الواحد، ونسبة أقل وصولا إلى سن 6 أشهر. وأشار التقرير بالمناسبة إلى أن معدل ممارسة الرضاعة الطبيعية بمنطقة إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى قد بلغ 30 بالمائة مؤكدا بأن المستوى الذي وصلت إليه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا المجال يقل عن الذي حققته جميع الدول النامية مجتمعة والذي بلغ نسبة 39 بالمائة. ------------------------------------------------------------------------ تونس ومصر تحافظان عليها ------------------------------------------------------------------------ في مقابل هذا التراجع المحسوس، وخلافا على عموم الدول الأخرى أشار التقرير إلى أن دولا مثل تونس ومصر وإيران حافظت على تسجيل أعلى معدلات الرضاعة الطبيعية لسنوات متتابعة حيث وصل المعدل 50 بالمائة. أما بدول الخليج فكشف التقرير عن غياب بيانات حول الرضاعة الطبيعية بالمنطقة التي حققت تقدما بطيئا جدا لأن الأمهات اخترن التغذية التكميلية منذ الشهر الأول للرضيع، علاوة على امتلاك الدول الصناعية أنماط وبدائل مختلفة للحليب الصناعي في أسواقها. وطرد التقرير في سرد فوائد الرضاعة الطبيعية ودورها في بقاء الطفل على قيد الحياة ، كونها أيضا العامل الأساسي في حمايته من نقص الوزن والتقزم دون سن الخامسة حيث تبقى مشكلة التخلي عن الرضاعة الطبيعية، كما جاء فيه، متفشية في العديد من الدول مثل اليمن التي تشهد بها الرضاعة الطبيعية معدل 12 بالمائة وكذا السودان وجيبوتي وتعتبر هذه الدول معرضة إلى الجفاف مما يجعل الرضاعة الطبيعية بها هامة جدا بسبب التغذية الهشة للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، كما أن الدول المذكورة معرضة أكثر للخطر بسبب الارتفاع العالمي للأسعار وانعدام الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.