سجل المنتخب الوطني الجزائري على قصر مسيرته أهدافا عديدة، ويا لها من أهداف فالمتتبع لمسيرة الخضر منذ انطلاق التصفيات المؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا، يلاحظ أحقية هذه الأهداف وباعتراف من أعلى المسؤولين في الدولة الذين أكدوا أن الشعب الجزائري لم يتوحد ولم يرفع الراية الوطنية ولم يهتف بحياة الجزائر كما بفعل اليوم منذ العثرات التي أصابت البلاد جراء ظروف يعرفها الجميع. فمنتخب وطني بهذا الحجم وبهذه القيمة التي يحملها آلاف الجزائريين في قلوبهم استطاع في ظرف زمني قصير أن يحطم كل الأرقام القياسية في إعادة الأمل إلى الجزائريين خاصة بعد سنوات الدم والدمار التي عرفتها الجزائر. تشير آخر التقارير ا لمختلف المصالح الأمنية إلى أن المشهد الاجتماعي عرف تراجعا كبيرا في الإجرام في الجزائر خلال السنة الماضية التي كانت شاهدة على انتصارات الفريق الوطني، وحسب الوثائق الدورية لمصالح الدرك الوطني فقد تم تسجيل تراجع تجارة واستهلاك وحيازة المخدرات بشكل لافت للغاية، حيث تفيد بتراجع الكميات المحجوزة من المخدرات عبر التراب الوطني، ففي إطلالة دقيقة على بيانات مصالح الدرك يظهر جليا أن نشاطات الاتجار بالمخدرات تراجعت تراجعا ملحوظا مقارنة مع السداسي الأول من السنة الجارية أين تم حجز حوالي 34 طن من المخدرات . والملاحظ حسب نفس التقارير أن تجارة المخدرات التي شهدت انتعاشا فيما مضى تراجعت تراجعا ملحوظا بسبب عدة عوامل من المرجح أن تكون للمراقبة المهربين السبب الأول في تقلصها، إضافة إلى انشغال الشباب بمتابعة مباريات كرة القدم التي حقق من خلالها انتصارا وراء آخر. وبشهادة الأجانب فقد أكدت الحكومة الإسبانية مقصد وحلم آلاف الجزائريين للمكوث بالجنة الأوروبية وتحقيق الحلم، أن السنة عرفت انخفاضا كبيرا لظاهرة الهجرة غير الشرعية حيث انخفضت إلى النصف، وأفادت السلطات الإسبانية أن عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية، خلال السنة الماضية، وصل إلى 7 آلاف و258 مهاجر، أي بنسبة 46 في المائة أقل من سنة .2008 وعزا الوزير الإسباني هذا التراجع إلى تشديد المراقبة، وإجراءات الترحيل، بالإضافة إلى التعاون مع بلدان، تعتبر إما مصدرة للهجرة، أو نقط عبور للمهاجرين غير الشرعيين، وعلى رأسها الجزائر. يحدث هذا في وقت كان المئات من المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين يحاولون، كل سنة، الدخول بشكل غير قانوني إلى إسبانيا ، الذي لا يفصله عن الساحل الشمالي المغربي سوى نحو عشرة كيلومترات، أو عبر الأرخبيل الكناري، غير أن الحرقة اليوم باتت من اقل هموم الحكومة التي وضعت فيما سيق القضية في خانة أهم المشاكل التي تعاني منها السلطات. وفي سياق ذي صلة لا نستطيع إغفال آثار إنجازات الخضر على مختلف الجوانب الحياتية للجزائريين، دون التركيز على عودة المياه بين الجزائري ووطنه، فمن قال أن كرة القدم تعيد هذا الهيام الكبير للجزائريين لوطنهم، فخروج الجزائريين حاملين الأعلام الوطنية لم يحدث وأن حصل إلا عند استقلال الجزائر، فأكاد أجزم أنه ولا بيت جزائري يخلو من راية وطنية، حيث أصبح الأخضر والأحمر والأبيض كلمة السر بين الجزائريين .