أدى انهيار الحاجز المائي ببلدية سطارة بجيجل إلى تردي أوضاع فلاحي المنطقة الذين ولجوا عالم البطالة من حوالي 10 سنوات، ليضاف ذلك إلى مجمل المعضلات التي تحاصر المواطنين كنقص التهيئة الحضرية وانعدام الإنارة العمومية وتهميش تجمعات سكانية بأكملها من الغاز الطبيعي، أما عن النشاط الثقافي فحدث ولا حرج بعدما أصيبت إحدى أقدم بلديات الولاية بعقم وقحط لا مثيل لهما. وحسب المعلومات المستقاة من مواطنين يقطنون ببلدية سطارة الواقعة على بعد 75 كلم شرق الولاية جيجل، فإن المعضلة الكبرى التي ألمت بالمنطقة وتتمثل في انهيار الحواجز المائية التي كانت إلى وقت قريب تخزن كميات هامة من الأمطار على مستوى المنخفض المحاذي لمقر البلدية، حيث كان الفلاحون يجدون ضالتهم في مياه السد لتنشيط الفلاحة من خلال سقي الأشجار المثمرة وكافة أنواع الخضروات، مع العلم فإن الإنتاج الفلاحي المحلي كان يلبي حاجيات البلدية والفائض يروج إلى مختلف أسواق الولاية، وقد دفع انهيار الحاجز المائي من حوالي 10 سنوات فئة الفلاحين إلى ولوج عالم البطالة سيما وأن الأرض تمثل مصدر رزقهم الوحيد، وليس بمقدورهم حاليا تغيير الحرفة التي فتحوا عيونهم عليها، ورغم النداءات المتكررة لفلاحي المنطقة للسلطات المحلية ومديري الري الهادفة إلى إعادة بناء الحاجز المائي إلا أن دار لقمان بقيت على حالها، وفي هذا الصدد وأمام انسداد الأبواب أمام الفلاحين ببلدية سطارة، فإنهم يطالبون والي الولاية ببرمجة زيارة البلدية المذكورة للوقوف بصفة مباشرة على حجم الضرر الذي خلفه انهيار السد وجفاف مياهه، وحسب ذات المصادر فإن الدراسة التقنية للمشروع قد أنجزت من مدة وهي بحوزة مديرية الري وما على السلطات الولائية إلا تحريك المشروع قبل حلول فصل الشتاء القادم، فالفلاحون والشباب يعولون عليه كثيرا من أجل إعادة بعث قطاع الفلاحة ودفع عجلة التنمية الفلاحية بالمنطقة التي تراجع إنتاجها بشكل رهيب، ومن ثمة التخفيف من نسبة البطالة التي ساهم في اتساعها الغياب الكلي للمؤسسات الاقتصادية وانعدام فرص الاستثمار بسبب الموقع غير المغري لبلدية سطارة الجبلية التي لا تزال تصنف ضمن البلديات النائية والمنعزلة. وبالرغم من ارتقاء سطارة إلى دائرة في التنظيم الإداري الماضي إلا أن أوضاعها عموما لاتزال في الحضيض ولم تعرف تقدما ملموسا بسبب النقائص المتعددة التي تعاني منها حاليا، حيث تشير مصادرنا في هذا الإطار إلى نقص فادح للإنارة العمومية التي لم تعمم على أغلب الأحياء مثلما هو الشأن إلى انعدام مساحات اللعب في الأحياء ونقص برامج التهيئة الحضرية لأن أغلب طرقات وشوارع البلدية بلا أرصفة ولا تشجير، ناهيك عن عدم ربط بيوت آلاف المواطنين بالغاز الطبيعي سيما على مستوى التجمعات السكانية الكبرى كبرج علي وبوشارف.