أعطيت أمس إشارة انطلاق الطبعة ال 29 من دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة الصينية بكين، من خلال إقامة حفل افتتاحي أسطوري، أبدع فيه المنظمون أيما إبداع من خلال استعراضات باهرة ولوحات متناسقة وخدع فنية شيقة وألعاب نارية مثيرة جسّدت ما وصلت إليه عبقرية الرجل الأصفر صاحب العيون الضيقة، الفيسفساء ذاتها دارت أطوارها بملعب دشّن خصيصا لاحتضان أكبر تظاهرة رياضية كونية وأطلق عليه تسمية '' عش الطير '' التي فيها كثير من الدلالات الطبيعية وإيحاءات فن العمارة بهذا البلد العريق. وحضر حفل الافتتاح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فضلا عن نظيره الصيني '' هو جين تاو '' وعديد الشخصيات السياسية على غرار جورج بوش ونيكولا ساركوزي والرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين ورئيس اللجنة الدولية الأولمبية جاك روغ. وزيادة على الافتتاح المتميز والناجح إلى حد كبير، تمّ بعد انتهاء هذه المحطة الفنية السماح للدول المشاركة باستعراض وفودها، وأهم ما لوحظ هو استفزاز '' رعاة البقر الأمريكيين '' للعرب والمسلمين قاطبة، من خلال الزج بفتى عمره 23 عاما ينحدّر من أصول سودانية لتزعم وفد هذا البلد وحمل راية '' العم سام '' ، ويزعم الأمريكيون أن هذا الفتى - واسمه-'' لومونغ '' أنه ضحية لما يسمونه بالعنف في إقليم دارفور بالسودان، حيث فرّ بجلده ذات يوم من قبضة ما تعرف بميليشيا '' الجنجويد '' نحو البلد المجاور كينيا، وهنا تنبري إنسانية الرجل الأبيض لما تقدمت أسرة أمريكية متبنية إياه وكأننا نشاهد دراما اجتماعية هوليودية للمخرج اليهودي ستيفن سبيلبيرغ !، وهاهو اليوم مقبل على تمثيل أمريكا في ألعاب القوى ضمن مسابقة 1500م. وعلى خلاف دورة آثينا ,2004 اقتحم وفد الكوريتين مضمار ملعب '' عش الطير '' ضمن تشكيلين متفرقين في حدث يبيّن أن مسألة رأب صدع البلدين الشقيقين تبقى رهينة ما يسمون بالكبار. وستدوم الألعاب إلى غاية يوم 24 أوت الجاري، مع العلم أن منافسة كرة القدم شرع فيها يوم الأربعاء الفارط بسبب طول أجندة هذه الرياضة.