يتجمهر اليوم الأساتذة المتعاقدون للمرة الثالثة أمام مقر رئاسة الجمهورية، تأكيدا منهم على ضرورة وقوف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا عند مطلبهم المعروف وهو إدماجهم في مناصبهم الشاغرة منذ سنوات، وانتشالهم من مصير أسود أمام تمسكهم بخيار الإضراب عن الطعام الذي شنوه منذ شهر تقريبا. هذا وقد قيد في سجلاتهم أمس على غرار شهر كامل من الإضراب عن الطعام، تدهور حالة صحية أخرى لأستاذين تم إسعافهما على مستوى مستشفى زميرلي، في ظل إصرارهم على مواصلة إضرابهم ورفضهم رفضا قطعيا الرجوع عن هذا الخيار مهما كلفهم من خسارة، إلا إذا سويت مشكلتهم نهائيا وأدمجوا في مناصبهم الشاغرة. وأكدت مريم معروف ل '' الحوار '' أن الأساتذة المتعاقدين متمسكون بخياراتهم، في الاعتصام أمام مقر رئاسة الجمهورية ومواصلة الإضراب عن الطعام إلا إذا نزل عند مطلبهم وروعيت ظروفهم المهنية والاجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها والتي تفاقمت بعد الدخول في هذه الحركة الاحتجاجية. وعاودت المكلفة بالإعلام تساؤلاتها حول سياسة التزام الصمت من قبل وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد تجاه وضعيتهم المأسوية وحيال الإضراب الذي شنوه منذ شهر، مطالبة إياه وبإلحاح إلزامية أن يعر بالا لحالهم المزري والنظر إليهم بعين الرحمة والشفقة إذا ما أراد فعلا الهدوء لقطاعه، مع أنه كما ذكرت هم الآن يطالبون بحقهم الشرعي. وقالت المكلفة بالإعلام في اتصال هاتفي ب '' الحوار '' : '' إن الصمت المطبق من طرف الجهات الوصية حيال وضع الأساتذة المتعاقدين أشعرهم بإحباط نفسي حاد، بل وجعلهم يحسون أنهم غرباء عن هذا الوطن'' وتستطرد المتحدثة '' لكن مهما كلفنا من خسارة في أرواحنا فإن صمت السلطات المعنية لن يعيدنا لنقطة الصفر ولن يغير قناعتنا بأن الإضراب عن الطعام رغم أنه انتحار بطيء يظل خيارنا الوحيد كوسيلة لبلوغ هدفنا في حياة الدنيا أو الموت '' . وكان الأساتذة المتعاقدون قد تنقلوا الثلاثاء الفارط أمام رئاسة الجمهورية لأجل التجمع ولفت انتباه رئيس الجمهورية، غير أنهم فشلوا في الاعتصام، لكنهم في الوقت نفسه نجحوا في تسليم رسالتهم لممثلي الرئاسة الذين بدروهم طمأنوهم ووعدوهم بالتدخل لدى وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد وتبليغه برسالتهم، لأجل فتح قنوات حوار جادة معهم، وحل مشكل إدماجهم في مناصبهم الشاغرة.