اغتنم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني فرصة افتتاحه للمؤتمر التاسع لحزبه أمس، لدعوة فرنسا الرسمية إلى الاعتراف عن السنوات التي خلفاها الاستعمار طيلة 132 سنة، مشيرا إلى أن هذه الفترة قد عرفت ارتكاب جرائم في حق الشعب الجزائري قال إننا لن نتنازل أبدا عن المطالبة باعتذار من اقترفها، على جانب آخر دافع أمين سر الآفلان المنتهية عهدته على كل المحطات التي عرفها الحزب بين مؤتمرين ولعل أبرزها إعادة تماسك الآفلان بعد الضربة التي تعرض إليها عقب انقسام مناضليه في الانتخابات الرئاسية للعام .2004 فبحضور أكثر من 4500 مندوب وبحضور الرئيس السابق للجمهورية الشاذلي بن جديد وعدد من رؤساء الأحزاب الوطنية والدولية وعدد من سفراء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر تتقدمهم سفيرة الاتحاد الأوروبي لورا بايزا افتتح الأمين العام للحزب العتيد كلمته بالقول ''إننا نطالب فرنسا الرسمية بالاعتذار، وأنه ما ضاع حق ورائه طالب''، مذكرا بالتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري قبل 52 سنة خلت، حيث استهل حديثه في ربط انعقاد المؤتمر وتاريخ عيد النصر الذي جرى فيه الإعلان عن توقيف القتال بين جبهة وجيش التحرير وحكومة الاستعمار. من جهة أخرى دافع عبد العزيز بلخادم عن أغلب المحطات التي اجتازتها ''الجبهة '' بين مؤتمرين المؤتمر الثامن الجامع والتاسع الحالي-، مشيرا إلى ذلك الفرق الذي لا ينكره إلا جاحد في توحد المناضلين ومناضلات الآفلان بعد شرخ العام 2004 الذي أعقب الانتخابات الرئاسية، حيث قال '' لقد فحصنا أخطائنا دون عقدة لأجل تصحيحها وفتحنا مجالنا دون إقصاء أو تهميش''، فضلا عن إنجاز كبير تمثل في التعديل الجزئي للدستور وتعزيز دور المرأة في المؤسسات السياسية. لكن الرجل دق علامات التنبيه والاستنفار مما اعتبره ''الإفراط في الطموح من أجل المواقع وهو ما أجج أحقادا وأثار نعرات على عصبيات، وشكل زمرا وعصبا ما أدى لصرف الطاقات للمآرب الشخصية كانت بمثابة عرقلة في الاستحقاقات البرلمانية والمحلية، موضحا أن ذلك يجب مكافحته ومواجهته''. وفي الذات السياق دافع الرجل على حصيلة التحالف الرئاسي والذي اعتبره المتحدث إطارا حقق الآمال وأرسى تقاليد أخلاقية كانت تفتقر إليها البلاد في عشرية الدماء''. كما دافع الرجل على ما أنجز في العهدة السابقة من خلال إدراج قانون المجاهد ورفع الأجور، مشيرا أن الخطة مبنية اليوم على الوصول للقضاء على الفساد وتقوية العدالة الاجتماعية وقيم المساواة. هذا وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد جدد دعم حزبه على الصعيد الخارجي للكفاح العادل الذي يخوضه الشعب الصحراوي من اجل تقرير مصيره مؤكدا في هذا السياق أن ''بناء صرح الاتحاد المغاربي سيمكن الشعب الصحراوي من الحصول على حقه بكل حرية ووفقا لقرارات الأمم المتحدة''. كما أكد دعم حزبه اللامشروط للفصائل الفلسطينية من خلال دعوته إليها إلى ''توحيد صفوفها وترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني الرامية إلى تهويد القدس وضم المقدسات الإسلامية، بالإضافة إلى هذا جدد بلخادم دعم ومساندة حزبه لنضال سوريا من اجل إعادة هضبة الجولان مؤكدا في نفس الوقت على أهمية المحافظة على وحدة الشعب العراقي وأرضه .