وجه الرئيس المالي آمادو تماني توري موريتانيا دعوة إلى نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لحضور قمة رؤساء دول الساحل الصحراوي التي ستعقد في عاصمة بلاده باماكو الأشهر المقبلة، تطبيقا لما اتفق عليه الأسبوع الماضي خلال ندوة الجزائر، وذلك رغم إعلان موريتانيا تحفظها عن مكان عقد قمة القادة. وأفادت وكالة أخبار موريتانيا أن تماني توري قد دعا موريتانيا إلى حضور قمة رؤساء دول الساحل الصحرواي التي ستعقد في العاصمة المالية باماكو التي تم إقرارها في ندوة الجزائر التي دعت إلى عقد قيمة القادة في الوقت القريب. وكانت الخارجية الموريتانية قد أعلنت في بيانها أنها تحفظت على نقطتين في البيان الختامي الصادر عن ندوة الجزائر تتعلق إحداهما بنتائج الاجتماع التحضيري لوزراء الساحل الصحراوي المنعقدة في مالي 2008 ، لان موريتانيا لم تحضره ولم تدع له، والثانية تتعلق بمقر عقد قمة دول الساحل الصحراوي التي تقرر عقدها في باماكو وهو ما تتحفظ عليه سلطات نواقشوط . ويرى البعض أن التحفظات الموريتانية ليس مردها عدم دعوتها إلى اجتماع 2008 ، إنما مرده إلى توتر علاقاتها مع بماكو بعد إطلاق هذه الأخيرة لأربعة إرهابيين ، اثنين منهما موريتانيين ،والآخرين جزائريين ، وهو ما تسبب في إعلان نواقشط والجزائر عن استدعاء سفيريهما بمالي للاستشارة ، إلا أن الكثيرين يرون أن هذا التوتر قد يتم تجاوزه نظرا لان بيان الخارجية السالف الذكر بين أن موريتانيا توافق على عقد هذه القمة من حيث المبدأ ، إلا إنها تعتبر أن تحديد مكان انعقادها سابق لأوانه. ووسط الظروف التي تعرفها المنطقة ، فان نواقشط قد تجد نفسها مرغمة على حضور قمة بماكو بالنظر إلى التحديات التي تشهدها بلادها التي صارت معقلا لنشاط الجماعات الإرهابية ، إضافة إلى أن حكومة الرئيس ولد عبد العزيز قد تضطر للمشاركة في هذه القمة بسبب ظغوط خارجية ، خاصة الأمريكية والفرنسية منها التي تريد من خلال أي ضغط مرتقب أن تدعي أنها مع الشركة والتعاون بين دول الساحل ،ولا تبحث عن أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة . وبالرغم من وجهات النظر المختلفة بشان مشاركة موريتانيا في قمة الرؤساء ببماكو ، فالأكيد أن اجتماع قيادة أركان ومسؤولي مكافحة الإرهاب الشهر الداخل بالجزائر كفيل بالكشف عن موقف نواقشط ، وقد يكون محطة لتقريب الآراء وجعلها تتطابق.