يمكن للوحدة أن تتسبب في ارتفاع الضغط إذا كنت فوق سن الخمسين بحسب دراسة جامعية جديدة. يجعلنا عدم التواصل مع الآخرين غير سعداء في حياتنا ولكنه من الممكن أن يلحق أذى بأجسادنا حسبما توصل إليه عدد من أخصائيي علم النفس. إذ وجدوا أن هناك علاقة مباشرة ما بين الوحدة وارتفاع ضغط الدم المتزايد خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقالت الباحثة الدكتورة لويز هاوكلي في مجلة ''جورنال سايكولوجي أند أيجنغ'' الطبية إن ''الوحدة تتصرف وكأنها عامل خطر قائم في ذاته''. وتقوم الدكتورة هاوكلي استاذة علم النفس في جامعة شيكاغو بعمل ريادي في دراسة تأثير الوحدة على قضايا تتعلق بالصحة ونوعية الحياة. ويعد ارتفاع ضغط الدم الذي يسمى بالتهديد الصامت لأنه لا يملك سوى أعراض قليلة تقوض الوضع الصحي بطرق كثيرة. فهو يرفع من مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية وإعطاب عمل الكلى. ويعد ارتفاع الضغط لأكثر من 140 مليمتر هو أكثر الأعراض السائدة في الولاياتالمتحدة وهو وراء حالات وفاة تصل إلى حوالي 18 من المجموع العام للوفيات في بريطانيا. واستندت الدراسة إلى بحث جرى مع 229 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 50 و68 عاما تم اختيارهم عشوائيا. ووجهت أسئلة للمشاركين لتحديد إذا كانوا يرون أنفسهم كأشخاص وحيدين. وخلال الدراسة التي استغرقت 5 سنوات وجدت الدكتورة هاوكلي علاقة واضحة ما بين مشاعر الوحدة التي تمت الإشارة إليها في بداية الدراسة وارتفاع ضغط الدم خلال تلك الفترة. وقالت هاوكلي لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية إن ''ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الوحدة لم تتم ملاحظته إلا بعد سنتين من بدء الدراسة لكنه استمر في الارتفاع حتى بعد 4 سنوات''. وحسب الدراسة فإنه حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الوحدة بشكل معتدل، فإن ذلك له تأثير على صحتهم. فمن بين العينة التي تم اختيارها وجد أن الأشخاص الأكثر شعورا بالوحدة يرتفع ضغط الدم عندهم بأكثر من 10 ليصل إلى أكثر من 4,14 مليمتر مقارنة بأولئك الأكثر اجتماعية من بين نظرائهم.