كشفت شهادات أحد المهاجرين '' الشرعيين '' في إيطاليا، بعد أن قام بكل الإجراءات اللازمة لتزوير شهادة إقامته في البلاد بعد أن قدم إليها كمهاجر غير شرعي أن مجمل الحراقة الذين يصلون إلى الجزر الإيطالية من دول المغرب العربي خاصة من المغرب وتونس والجزائر يدفعون ما قيمته 400,1 دولار أمريكى (930 يورو) أي ما يعادل 12 مليون سنتيم ثمن الرحلة الواحدة إلى الجزر الإيطالية على رأسها جزيرة لمبدوزا وهذا بالاشتراك في قارب خشبي تصل سعته إلى 40 شخصا. ويضيف ذات المتحدث في شهادة أدلى بها إلى صحيفة إيطالية أن الناجحين من قوافل الحراقة في اختراق الأراضي الإيطالية والذين تمكنوا من الإفلات من حرس الحدود على الشواطئ، تنتظرهم رحلة أخرى تتمثل في رحلة البحث عن الإقامة الشرعية للحصول على عمل، وهذا عن طريق تزوير وثائق بطاقات الإقامة التي تصل قيمتها من 6000 أورو إلى 8000 أورو مما يعادل 100 مليون سنتيم اشتراكا مع عناصر عديدة تفوق 10 أفراد، ويتابع قائلا '' هذه ليست بالطريقة السهلة، وإنما بعد جهد جهيد ويجب أن تكون على صلة بأشخاص يقومون بالتكفل بكل هذه الأمور بكل سرية وكتمان وهي عصابات تتخصص في استغلال المهاجرين ومص دمائهم ''. كما أكدت شهادة المهاجر نقلا عن وسائل إعلام إيطالية أن المهاجرين من دول المغرب العربي خاصة من ليبيا التي يكثر فيها الأفارقة على اعتبار أنها منطقة عبور يستعملونها للوصول إلى الجنة الأوروبية الموعودة مع استعمال نفس مبالغ الأموال التي يستعملها المغاربة حسب شهادات حراق نيجيري آخر نقلا عن المهاجر الأول. وعن المسؤول عن عمليات تزوير شهادات الإقامة أو جوازات السفر، يقول المتحدث إن عصابات إيطالية تتولى تسيير هذه الأمور مع استغلال المهاجرين الأفارقة في أمور أخرى كالاتجار بالمخدرات والسرقة. وذكرت الصحيفة الإيطالية أمس أن ما يعادل 40 مهاجرا غير شرعي يصلون يوميا إلى السواحل الإيطالية منهم من ينجو من قبضة السلطات المعنية ومنهم من يقع في يد الحرس المدني ليتم إعادته إلى بلاده بعد اتخاذ الإجراءات الأزمة لذلك. وذكرت المصادر نفسها أن موجة تدفق '' الحراقة '' الجزائريين على إيطاليا قد عرفت خلال الصائفة الحالية تضاعفا مسبوقا، حيث قدرت هاته المصادر أن يكون عدد زوارق '' الموت '' التي حلت بكل من منطقتي ليل وسردينيا قد وصل إلى عدة زوارق، فيما وصل عدد الحراقة المقبوض عليهم من طرف الأمن الإسباني إلى 120 شخص خلال الأسبوع الماضي. ويعود ازدياد تدفق عدد الحراقة حسب نفس المصادر إلى تحسن الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة المتوسطية. وكانت إيطاليا قد أعلنت في الشهر الماضي عن حالة طوارئ في أنحاء البلاد لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من مختلف الدول الإفريقية، وذكرت أن 150 حراق معظمهم من الجزائر والمغرب وصلوا إلى جزيرة سردينيا.