''حز في نفسي أن أجد الأطفال في مخيمات اللاجئين لا يعرفون معنى وردة أو لعبة أطفال'' '' معروف أنه من الصعب جدا قضاء 24 ساعة في الصحراء الجزائرية، فما بالك بشعب يعاني منذ 35 سنة'' في حديث جمعنا بالسيدة منى حميطوش البريطانية وجزائرية الأصل والتي تمثل العضو المنتخب في إحدى بلديات المملكة المتحدة، والتي طارت مع الوفد النسوي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف لأول مرة بعد معايشتها لصراع منذ ستينات القرن الماضي حين كانت صحفية بيومية الشعب ووكالة الأنباء الجزائرية، في حديث دار معها في رحلة العودة إلى الجزائر قالت لنا منى كما يحلو للبريطانيين مناداتها ... «هذه أول مرة أحضر فيها لمثل هذه التظاهرات التي أقيمت في مخيمات اللاجئين الصحراويين لأجل دعم نضال المرأة الصحراوية، وقد كان الحضور جد قوي من كل القارات الخمس، وما ميز هذا الملتقى الدولي هو الحضور المشرف للرفيقة والصديقة السيدة ويني مانديلا والتي انتخبت كرئيسة للشبكة النسوية العالمية لدعم قضية الصحراء الغربية، وهي مناضلة وبطلة عالمية، خاضت المقاومة ضد أقوى استعمار وهو الاستعمار العنصري''. وأضافت منى ''وجودها اليوم يكتسي دلالة كبرى من أجل إبداء مساندتها بكل قوة لنصرة قضية الشعب الصحراوي، فقد أصرت على القول ''أنا سأقوم أنا سأفعل وأنا وأنا...'' ليس لإبداء التفاخر وإنما كدلالة على التزامها بدفع القضية من حيث الوزن الذي تمتلكه هذه السيدة''. وتواصل منى القول إنها تأثرت كثيرا بعد الحسرة التي أصابت كل الوفود بعد تلك المشاهد المؤلمة التي تكشف صور تعذيب النساء والأطفال في مراكز البوليس السياسي والدرك المغربي، في ظل تفرج العرب والأفارقة، كما تأسفت السيدة منى وأبدت تأثرها لانها لم تشاهد أي طفل يحمل لعبة في يده كباقي أطفال العالم، مشيرة إلى أنها مأساة حقيقية يتفرج عليها العالم، في ظل معرفة الكل بأن العيش في الصحراء الجزائرية لا يمكن أن يطاق بعد 24 ساعة، فما بالك بشعب يعيش هنا منذ أكثر من 35 سنة في أدنى مستويات الحياة''. منى قالت لنا أيضا إنه من الصعب اليوم الحديث عن استعمار لأن هذا الأخير مصنف دوليا من طرف الأممالمتحدة، والإشكالية في هذه المسألة أننا أمام قضية عربي-عربية وإفريقية إفريقية، مؤكدة أنها كانت من الأجدر أن تحل بين العرب والأفارقة ومنذ زمن. لكن منى تفاءلت رغم كل هذه الظروف بالقول ''أعتقد أن أهم نقطة في هذا المؤتمر هي الخروج باتفاق حول تأسيس شبكة دولية للنساء في العالم من أجل نصرة القضية الصحراوية، والتي ترأسها السيدة ويني مانديلا، ومن ناحيتي أنا فستكون لقاءات سننظمها سوية بين أعضاء الشبكة وممثلين عن المؤسسات البريطانية كالبرلمان والمجتمع المدني البريطانيين وأعتقد أن ذلك سيغير أكثر في صورة القضية من أجل مزيد من الدعم المستقبلي''.