لا نكاد نستعملها في حياتنا ولا تراود أفكارنا .. كلمة ساقطة من قاموس مفرداتنا اليومية .. وأيضا ساقطة من استعمالات المثقف قبل الرجل العادي.. وكان لا علاقة لها بمجالات الثقافة والفنون، اهتمامات رجل الثقافة غالبا ما تنصب حول شتى الأعمال والإنتاجات الإبداعية من كتابة ورسم ونحت ومسرح وسنيما وفنون استعراضية وغنائية وتعبيرية وغيرها ونادرا ما تصوب باتجاه المتاحف.. هذا العالم الغارق في عزلته وصمته وبؤسه العريق.. عجبت هذه الأيام وأنا أسمع أشياء عن المتحف تقال وتتردد عبر وسائل الإعلام وتكتب في الصحف.. أخيرا التفت بعضهم إلى هذه الفضاءات الثقافية.. فضاءات تحولت إلى آبار عميقة يسكنها النسيان المعتق ويحرسها الإهمال الضارب في عقول النخبة وذهنيات المسؤولين وكل من هو مخول لخدمة هذا الجانب المثقل بحقيقتنا التاريخية والانتمائية والحضارية.. كلمة متحف في واقعنا الجاحد أصبحت مرادفة لشيء بلا مفهوم بلا دور بلا حضور.. بلا وجود.. وإن عنى شيئا فهو لا يعني أكثر من حيز مكاني يشغله مبنى على قدر من اللياقة والمنظر الحسن.. قاعات فسيحة، معروضات مرتبة، مكاتب عديدة وأنيقة، أجهزة ومستخدمون وأخصائيون لحفظ وصيانة التحف النادرة والقطع الأثرية.. وحدهم خبراء سرقة التحف والآثار العارفون بقيمة محتويات المتاحف.. تنظيم مثل هكذا تظاهرات لتسليط الضوء عن هكذا مواضيع تكاد تنقرض من ثقافتنا واهتماماتنا ولا نملك إلا أن نسعد ونتفاءل خيرا بها.. قد تكون مؤشر خير على متاحفنا التي أعياها ثقل إهمال دهور وما عادت تحتمل المزيد.. وما نرجوه أن تكون هذه المبادرة قد لفتت الانتباه لأهمية انعاش الثقافة المتحفية في الأذهان قبل الميدان وأن تستفيق متاحفنا وتنفض الغبار الركود عنها بتنظيم وبصورة مكثفة نشاطات تعريفية وتحسيسية بها وأخرى ثقافية وفكرية واحتضان تظاهرات أدبية وفنية ومعارض تشكيلية وغيرها.. وبهذا تكون متاحفنا قد ساهمت مع الجهات المعنية في إنقاذ نفسها وإخراجها من تحت أتربة التهميش والنسيان واللامبالاة..