تجد لجنة الأركان العملياتية المشتركة بين الجزائر ومالي و موريتانيا والنيجر التي نصبت الأربعاء الماضي بولاية تمنراست نفسها اليوم أمام تحد إثبات نجاعتها، اثر اختطاف التنظيم الإرهابي المسمى '' القاعدة في بلاد المغرب'' سائحا فرنسيا وسائقه الجزائري بالأراضي النيجيرية ،في رسالة تؤكد فيها نجاعتها الميدانية للوقوف ضد أي تدخلات أجنبية. وتعتبر عملية الاختطاف التي نفذت يوما واحدا بعد تنصيب لجنة الأركان العملياتية المشتركة كتحد من التنظيم الإرهابي لدول المنطقة المطالبة اليوم بالإسراع في إنقاذ المختطفين، بالنظر لأن إحدى الرهينتين جزائري والعملية تمت في النيجر، والتنظيم الإرهابي يتخذ من شمال مالي وجنوب موريتانيا مكانا لنشاطاته الإجرامية، وهو الواقع الذي يدفع هذه اللجنة باعتبارها تمثل تكاتفا للدول الأربعة المعنية بالقضية بذل كل جهودها وطاقاتها لإيقاف مناورات الجماعات الإرهابية التي لا تزال إلى اليوم تحتجز بمعاقلها رعيتين اسبانيين اختطفا ديسمبر الماضي بموريتانيا، واللذين يعملان في مؤسسة للإغاثة. وتعد عملية إنقاذ الرعية الجزائري والفرنسي مهمة لدول المنطقة لإثبات ذاتها وتوجيه رسالة حقيقية من الميدان للدول الخارجية التي تريد التدخل في المنطقة وفي مقدمتها فرنسا وأمريكا، خاصة وان الاجتماعات المختلفة التي عقدتها دول الساحل السبعة ركزت جميعها على ضرورة التوحد للوقوف في وجه أي أطماع خارجية قد تأتي تحت مظلة مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، بدءا من ندوة وزراء الخارجية إلى اجتماع مسؤولي الأمن ومكافحة الارهاب إلى اجتماع قادة الأركان و أخيرا اجتماع تمنراست الذي لم يشمل دول التشاد وبوركينافاسو و ليبيا الدول المتبقية من تجمع الساحل الصحراوي. وما يظهر أهمية إثبات هذه اللجنة لنجاعة عملها الميداني قصد تجنب أي تدخل أجنبي، هو ما جاء على لسان قائد أركان الجيش الوطني احمد قايد صالح الذي أكد أن اجتماع قادة أركان دول المنطقة الذي عقد بالجزائر يهدف إلى مكافحة الإرهاب العابر للأوطان والجريمة المنظمة والآفات المتصلة بها، وأنه يمثل فرصة ''لتبادل التحليل حول التهديدات التي ستبقي - في حال غياب العمل الجماعي المنسق لردعها والقضاء عليها- الأبواب مفتوحة للتدخل الأجنبي''. وأكد قايد صالح وقتها أن تهديد التدخل الأجنبي هو فعلا '' التحدي الرئيسي الواجب علينا رفعه بمسؤولية مشتركة''،معتبرا أن انعقاد اجتماع الجزائر يعد في حد ذاته - وبالنظر إلى مستوى التمثيل فيه - بمثابة ''إخفاق جلي لنوايا التدخل'' و ''دليل على قوة تماسكنا والتزام حقيقي لبلداننا وقواتنا المسلحة للعمل في إطار منسق وموحد لإرادتنا وخبراتنا وقدراتنا العسكرية. ويشار إلى أن كل من فرنسا وبريطانيا وأمريكا تحاول وضع قدم لها داخل تجمع دول الساحل، والذي يظهر من خلال مسارعتها إلى الإشادة بكل اجتماع لدول المنطقة، إضافة إلى تهليلها في كل وقت بتقديم دعمها الكامل لتوفير الأمن والاستقرار بالساحل الصحراوي ، وهو ما جعل هذه المنطقة الحيوية من أهم محاور المباحثات التي جرت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارة هذا الأخير لوشنطن نهاية شهر مارس الماضي .