مساهل الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية مكلف بالشؤون المغاربية والإفريقي أكد الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية مكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أن القارة الإفريقية لا تحتاج إلى الصدقات والهبات من الدول الغنية بقدر ما تحتاج إلى معاملة عادلة من دول الشمال من خلال تمكين بلدان القارة الإفريقية من تصدير منتجاتها بطريق عادلة... وتمكين الاقتصاديات الإفريقية من الاستفادة من التحويل الحقيقي للتكنولوجيا بما يمكن هذه الاقتصاديات من استعمال تلك العوائد في تنمية هذه الدول التي تتوفر على فرص وقدرات حقيقية في مجال الموارد البشرية وحتى في مجال المبالغ الهامة التي يحولها المهاجرون الأفارقة سنويا نحو بلدانهم الأصلية والتي تفوق ثلاث مرات مجمل المساعدات الخاصة بالتنمية التي تقدمها الدول الغنية. وقال أمس، عبد القادر مساهل، الذي أشرف على افتتاح لقاء المجالس الاجتماعية والاقتصادية والهيئات المشابهة في إفريقيا، في رده على سؤال الشروق إن الإشكالية الحقيقية لتعثر جهود تنمية القارة الإفريقية لا تتوقف على التمويل فقط، ولكنها مرتبطة أيضا بمجموعة من العوامل مرتبطة بظروف محلية، ومنها الإشكاليات المتعلقة بالحكومة الاجتماعية والاقتصادية التي تعني جميع دول القارة، مشددا على ضرورة فتح الأسواق الغربية وتحسين جودة المنتجات الغربية حتى تصبح الدول الإفريقية قادرة على تطوير منتجاتها. وأشار مساهل إلى أن توسيع اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية في القارة الإفريقية إلى دول أخرى وهيئات افريقية أخرى مثل المجالس التأسيسية الإفريقية الأخرى وخاصة من الدول الناطقة بالانجليزية يمكن أن يفيد بقوة هذا الإطار الهام للتشاور والحوار الإفريقي. وأثار موضوع إدراج الملف الخاص بتوسيع اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية الإفريقية إلى هيئات ودول افريقية أخرى توترا بين رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الجزائر محمد الصغير بابس ونظيره الإيفواري، وقال بابس أن من مصلحة بلدان القارة توسيع اتحاد المجالس الاجتماعية والاقتصادية الإفريقية الذي ستستقبل الجزائر مقره الدائم. وأضاف مساهل أن الجزائر وفي إطار الإجماع الحاصل داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي ترفض وبشدة الوصول إلى السلطة عن طريق العنف أو الانقلابات في القارة من أي طرف كان، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي لم يكتف بالتنديد سواء في كوت ديفوار أو جزر القمر أو النيجر ومدغشقر، بل عمل على تصحيح الأمور بطرق مختلفة والعودة بالأمور إلى سياقها الديمقراطي. وكشف مساهل أن مشروع الطريق العابر للقارة والذي يربط شمال إفريقيا بدول غرب القارة على مسافة 4600 كم شبه جاهز ولم يتبق منه سوى 200 كم داخل النيجر، أين سيتم عقد اجتماع تقني في الأسابيع القادمة لدراسة النقاط المتعلق بهذا الشطر من المشروع الضخم وسيتم تدبير المبلغ الضروري لإتمام المشروع والمقدر ب180 مليون دولار.