انطلق الخطاب الديني في تجديد تعامله مع القضايا الإسلامية المعاصرة منذ زمن ليحاول أن يحتوي كل صغيرة وكبيرة في سياق تثبيت الأسس والمرجعية الدينية وعليه وفي دعوة لتجديد العهد بالبحث والتقصي قدم المركز الثقافي الإسلامي محاضرة للإمام الأستاذ الطيب إبراهيمي معتمد أئمة ولاية الجلفة حصدت كل جوانب الحث على إعادة تجديد النظرة إلى أهمية العلم والعمل مبينا الخطط التربوية والمنهجية في الدراسة والبحث مع تطوير مفاهيم كل ذلك في هذا العصر الإلكتروني حتى لا ينفصل المتعلم في مسائل الدين عن واقع الحضارة والتطور المتجدد، وقد ترحّل المحاضر بين عدة آياتٍ قرآنية وأحاديث نبوية فتحت أبواب الدخول إلى نفحات العلم التي استقطبت انتباه الجمهور المتابع ونفذت إلى أعماقه من حيث هي قراءة حديثة لأفكار تتجدد وفق اشتغال المنهج الحديث عليها. وقد مرر المحاضر أفكارا تخدم التوجه الحضاري الذي تسعى إليه الأمة لقتل الانفصال الذي يتنامى على جسد المسلم جراء الأبعاد الفكرية الغربية التي يستقطبها دون انتباه لخطورتها في معالم الشخصية العربية المسلمة والتي لا بد أن تتمحص قبل الاعتقاد بها، فاشتغالنا بالتراث لا بد أن يكون اشتغالا حديثا يحس به المسلم المتعلم بكل جوارحه لا أن يكون مجرد قيم لا حياة فيها. هذا وقد تطرّق منشط هذه الندوة إلى معالم من حياة العلامة عبد الحميد بن باديس وبيّن خصوصيتها باعتباره معلم إنساني يبعث على تجديد الحياة بالعلم والعمل، كما أن أعمال العلامة بن باديس خلال نشاطه الفكري أثبتت قيمته النوعية في مجالات ثقافية متعددة أهمها تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالإضافة إلى كتاباته وعمله في المجال الديني من تفسير للقرآن وشروح متعددة لأهم الكتب الإسلامية، ويعتبر العلامة عبد الحميد بن باديس أيضا كاتبا سياسيا في مجلات وجرائد أصدرها لتخدم القضية الجزائرية فكريا وثقافيا وسياسيا ونضاليا، كما أخذ على عاتقه تربية الأجيال بإنشاء المدارس والاهتمام بها، وقد قدم المحاضر دعوة لكل المتابعين بالاهتمام بالعلم لأنه التكريم الذي خص به الله الإنسان على سائر المخلوقات وحثه عليه وعلى العمل به.