يكون وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد شارك أمس في اجتماع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية الذي انطلقت أشغاله بمقر الجامعة العربية بمصر، وذلك في وقت يرى فيه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن هذه التي أقرتها قمة بيروت العام 2002 قد صارت دون معنى لاستمرارها في ظل التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة. وكان مدلسي قد شد الرحال أمس باتجاه القاهرة وفقا لما ذكره بيان سابق صادر عن الوزارة الذي أشار إلى أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية سيشارك في اجتماع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، التي تعرف حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ''أبو مازن''، لبحث التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية. وتكون لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماعها قد ناقشت مساء أمس المقترحات الأمريكية التي تقدمت بها واشنطن للجانب الفلسطيني، في ضوء التطورات الأخيرة لاستئناف عملية السلام ليتم تقييمها واتخاذ القرار العربي المناسب بشأنها. وتتكون هذه اللجنة من 13 دولة هي الجزائر وفلسطين والأردن والبحرين وتونس والسعودية والسودان وسوريا وقطر ولبنان ومصر والمغرب واليمن، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية. وتأتي مشاركة مدلسي في هذا الاجتماع بعد شهر من انعقاد القمة العربية التي جرت نهاية مارس الماضي بليبيا والتي اعتبر خلالها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن ''المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل التي أقرتها قمة بيروت العام 2002 وأساسها الأرض مقابل السلام لا معنى لاستمرار وجودها '' في ضوء التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة. وأوضح بوتفليقة حينها أنه ''لا يمكن أن تبقى هذه المبادرة يدا ممدودة في فراغ، وأن تبقى المفاوضات تراوح مكانها بدون أفق منظور وهذا بسبب التعنت الإسرائيلي المتحدي لكل القوانين والأعراف الدولية''، داعيا الدول العربية إلى تحديد علاقاتها مع الدول الأخرى وفق مواقفها إزاء صراع العرب مع إسرائيل.