قررت شركة ''بولي سيرف'' المصرية المتخصصة في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية التراجع عن ضخ استثمارات بقيمة 300 مليون دولار في السوق الجزائرية، موجهة أساسا لإنشاء مصنع للأسمدة والكيماويات، مرجعة سبب ذلك إلى صعوبات متعلقة بحصولها على الموافقة من طرف الحكومة. وقال الدكتور شريف الجبلي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، ورئيس الشركة المصرية ''بولي سيرف'' في تصريحات نقلتها صحيفة ''المصري اليوم''، إن صعوبات في الحصول على موافقة السلطات الجزائرية كانت وراء سحب محفظة المشاريع المتعلقة بإنشاء مصنع للأسمدة في الجزائر، إلى جانب التعديلات التي أدخلتها السلطات الوطنية على تحويل الأرباح الناتجة عن الاستثمارات الأجنبية إلى الخارج. ولفت الجبلي إلى تشبع السوق الجزائرية بمشروعات مماثلة في قطاع الأسمدة خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما ساهم في الحد من إقامة مثل هذه المشروعات، خاصة بعد نجاح 3 مصانع للأسمدة من طرف مستثمرين مصريين وعمانيين وإسبان، وأضاف أن هذه المشاريع قد تدفع بالحكومة إلى رفض أي طلب جديد لإقامة مشروع مماثل. وحول اشتراط الحكومة الجزائرية حصول المؤسسات الوطنية على نسبة 51 بالمائة من مشاريع الشراكة، قال الجبلى إن هذا الإجراء لا يعد قيدا للاستثمار في الجزائر وإنما فرصة للاستفادة من الخبرة الأجنبية وإزالة كل المعوقات المتوقع أن تواجهها. من جهة أخرى، قررت مجموعة ''بولي سيرف'' الدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة السورية للشراكة معها في إدارة وتأهيل المصنع الحكومي الوحيد في سوريا لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وذلك بعد تراجع الشركة المصرية عن خططها لإقامة مصنع لها في الجزائر. وفي هذا الخصوص، أوضح شريف الجبلي أن الحكومة السورية دعت المستثمرين المصريين خلال الزيارة الأخيرة لوزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد إلى سوريا، للمشاركة في تطوير صناعة الأسمدة الفوسفاتية والتي تولى دمشق اهتماما كبيراً بها، حاليا. وتحتل الاستثمارات المصرية في الجزائر المرتبة الأولى عربيا بحجم استثمارات بلغ 6 مليارات دولار تديرها 32 شركة مصرية منذ عام العام ,2001 حسب المعطيات التي نشرها الملحق التجاري بالسفارة الجزائرية لدى القاهرة.