أجمع المشاركون في اليوم الأول من الملتقى الدولي حول الاحتراف الرياضي بجامعة دالي براهيم، من تنظيم مخبر علوم وتقنيات النشاط البدني والرياضي، على ضرورة تبني منهج الاحتراف في كرة القدم كخيار ''اضطراري وضروري''، أملته أساسا، القوانين الجديدة للفيفا التي تفرض على كل البلدان المنضوية تحت لوائها تطبيق الاحتراف في مختلف بطولاتها قبل ,2011 وإن كان موضوع الملتقى حول الاحتراف في كل الرياضات إلا أن تدخلات المشاركين انصبت أساسا على كرة القدم. وتعاقب على منبر الملتقى العديد من الشخصيات السياسية والباحثين في الميدان الرياضي من الجزائر وخارجها. وذكر وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، أن كرة القدم بالجزائر حققت إنجازات كبيرة تقدمها تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم، ''وهو ما يفرض علينا مواكبة هذا التطور والحفاظ عليه عبر تطبيق ميكانزمات أكثر احترافية''. وأكد جيار في هذا السياق أن ''الدولة ستساير تطبيق الاحتراف في الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، عبر الإشراف على تمويل هذا المشروع الضخم الذي أوصى به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة''. من جهته، أكد المشرف على الملتقى، الباحث بوداود عبد اليمين على أهمية هكذا ملتقيات من أجل إثارة النقاش حول الاحتراف ومتطلباته كي يطبق بنجاح على أرض الواقع. وبعد عرض جداريات تضمنت ملخصات لبحوث قام بها أساتذة وباحثون جامعيون في الحقل الرياضي حول موضوع الاحتراف، عاد المشاركون إلى مواصلة أشغال الملتقى. ميهوبي: ''يجب تغيير الذهنيات لإنجاح الاحتراف والقناة الرياضية بعد المونديال'' وتناول كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال، عز الدين ميهوبي، الكلمة، وتطرق فيها إلى أهمية مشروع الاحتراف الذي يشرف عليه رئيس الجمهورية، وهو ما يعد خطوة هامة في سبيل تأسيس هذا المنهج الذي أصبح ضرورة تقتضيها الحاجة. وقال ميهوبي إن الاحتراف أصبح مرادفا للصناعة، فبعدما كان الصناعيون يلجأون إلى النوادي الرياضية من أجل زيادة أرباحهم عبر الإشهار، أصبحت الأندية في حد ذاتها مؤسسات اقتصادية لديها أسهم في البورصة، حيث أصبحت الأندية تحقق الأرباح من خلال صنع النجوم وبيعهم في السوق لتحقيق الأرباح وضمان السير الحسن لهذا النادي الشركة، في إشارة إلى القوانين الجديدة التي أصدرتها الفاف والتي تلزم على أي ناد يرغب في دخول البطولة المحترفة أن يتحول إلى شركة ذات أسهم عبر تغيير قوانينه الداخلية. واعترف ميهوبي بالبعد الشاسع الذي يفصل واقع كرة القدم عندنا عما بلغه مستوى الاحتراف في أوروبا، ونوه في هذا السياق بمشروع الاحتراف الذي أطلقه رئيس الجمهورية والدعم المالي الذي ستقدمه الدولة لمختلف الأندية من أجل إرساء دعائم الاحتراف. وأكد الوزير أن الاحتراف يتطلب تغيير الذهنيات والتحلي بثقافة احترافية من طرف كل الفاعلين في الحقل الرياضي من رؤساء الأندية إلى اللاعبين، لاسيما فيما يخص التعاطي مع الجماهير ووسائل الإعلام، حيث أشار المتحدث إلى أن العديد من اللاعبين كسروا مشوارهم بأنفسهم لأنهم لم يحسنوا التعامل مع الصحافة ليذكر إلى تأجيل إطلاق القناة الرياضية إلى مابعد المونديال لأسباب مهنية وموضوعية .