الوقت العربي ما عاد يدور وما عاد يمر إلا مرتبكا .. مفككا .. لا يدري ما الذي يفعله بنفسه .. بسنينه ..بعقوده.. بقرونه .. كلها تمضي وترحل على هامش التحولات والأحداث التي يعيشها العالم ولا ينوبه منها سوى تبعاتها ..وضرباتها .. ومهازلها.. الأمة العربية ألفت إفلاسها الحضاري تلبسه عن رضى وطيب خاطر.. تكابد غبنها التاريخي والجغرافي بجلد مذهل وصمت أسطوري .. والشعوب العربية تحيا يائسة من أنظمة متشبثة بسقمها العضال .. سقم جعلها غير مؤهلة للتعاطي مع هكذا مرحلة .. مرحلة موغلة في التعدي والدوس على كرامة الأمة العربية وعلى مقدساتها وثوابتها .. المسجد الأقصى اليوم وعلى مرأى العالم مهدد بالهدم ما فوقه وما تحته ..والضمير العربي يرتجف ولا يعرف كيف يتصرف .. كيف ينقذ شرفه وشرف مقدساته .. الطعنات متلاحقة تدمي قلب الأمة الإسلامية .. ولا شيء ينذر بشيء في مواقفنا كعرب اتجاه الغطرسة الاسرائيلية .. غطرسة فرضت مفاهيم جديدة وغريبة للسلام وحقوق الإنسان في أرضه ووطنه .. الأراضي الفلسطينية تنهب يوميا جراء سياسة الاستيطان الشيطاني التي تمعن اسرائيل في ممارستها بلا أدنى اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية .. لحد الآن وحتى بناء معبد هاحورباما ''كنيس الخراب'' بمحاذاة أسوار الحرم القدسي ،لا حراك لا موقف ناجع فيما عدا بعض البيانات المحتجة والمنددة .. ما عاد خافيا أن العزم اليهودي ماض لتنفيذ مخططه الرامي لبناء الهيكل الثالث وهو ''الإنجاز الأعظم'' بالنسبة لليهود على أنقاض المسجد الأقصى .. أهل الثقافة والنخب العربية كغيرها أو أكثر من مكونات المجتمعات العربية معنية ومطالبة بفضح وتعرية هذه الخرافة الصهيونية التي يدعيها حاخامات اليهود .. حماية التراث العربي الإسلامي من دنس الصهاينة من مسؤولياتها كشريحة مستنيرة مؤهلة لتشكيل وعي عربي جديد والعمل على توجيهه صوب بوابة الحضارة التي خرج منها ذات سبات وذات مهانة .. مثقفو اليوم مطالبون بالبحث عن حقائق أخرى ،طرح أسئلة أعمق وأخطر واستحداث آليات أخرى للتفكير والاشتغال على العقل العربي عله يسترجع شيئا من إشعاعه وألقه.