يُؤكد وزير التكوين والتعليم المهنيين الدكتور الهادي الخالدي، أن المخطط الخماسي المقبل لقطاعه سيكون بعنوان ''تحقيق الجودة والنوعية''، ويقول إن ذلك سيتم عن طريق مواصلة سياسة الإصلاحات وتحديث الإدارة وتنظيمها، الخالدي بالإضافة إلى حديثه عن رهانات قطاعه تحدث لأول مرة عن الكثير من الأمور التي تتعلق بشخصيته كمسؤول، وتجاوب مع أسئلتنا بكل صراحة على غرار توقعاته لمشاركة الخضر في المونديال وقضايا أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار الذي خصنا به. أكدتم في مناسبات سابقة أن وزارتكم ستقوم بتحويل 10 مشاريع قوانين إلى الأمانة العامة للحكومة، تتعلق بإعادة عصرنة القطاع، هل من توضيحات أكثر بهذا الخصوص؟ سيتركز البرنامج الخماسي المقبل 2010-2014 على محورين أساسيين: يتعلق المحور الأول بمواصلة الإصلاحات التي تم مباشرتها منذ العهدة الأولى للرئيس الجمهورية. ويتعلق المحور الثاني بتحديث الإدارة وعصرنتها، وهذا من أجل هدف واحد هو النوعية وكذلك جودة التكوين اللذين سيكونان في صلب اهتمامات هذين الملفين لما فيهما من الأهمية، وهذا طبعا بالنسبة إلينا ليس بالأمر الهين من جميع النواحي، فحتى قضية التسمية كما تعلمون تحتاج إلى تحديد دقيق لمفهوم الجودة والنوعية، وتحتاج أيضا إلى ضبط المعايير التي تحكمها سواء تلك المعمول بها وطنيا أو دوليا، وفي هذا الإطار قمنا بتنصيب لجنة على مستوى القطاع للنظر في كل هذه الأمور. أما بالنسبة لمشاريع القوانين التي وردت في سؤالكم فهي تهدف كما سبق وأن أعلنت في الأسبوع الماضي في لقائي مع الصحافة الوطنية إلى عصرنة وتحديث القطاع، ويوجد في المقام الأول مشروع قانون متعلق بتنظيم الإدارة المركزية وكذا مشروع قانون متعلق بتحديث الإدارة الولائية للتكوين والتعليم المهنيين، يضاف إليهما مشروع قانون لتنظيم وتحديث مراكز التكوين والتعليم المهنيين والمعاهد الوطنية المتخصصة. وبطبيعة الحال هذه القوانين تدخل في إطار تطبيق المخطط التوجيهي، علما أن المراسيم الخاصة بمعاهد التعليم المهني وكذلك الشهادات قد تمت المصادقة عليها من طرف الحكومة. بالنسبة لموضوع الإصلاحات الذي تركزون عليه، ما هو الجديد مقارنة بالمخطط الخماسي السابق؟ أولا وقبل وأن أجيبكم عل سؤالكم أود أن أذكّر أن البرنامج الخماسي 2004-2009 قد حقق قفزة نوعية في قطاع التكوين المهني، حيث تمكنا فيه من تحقيق نتائج جيدة رغم أننا لم ننطلق فيه إلا سنة 2005 رغم المصادقة عليه في ,2002 ورفعنا حينها شعار''أنسنة القطاع'' عبر عدة نقاط، منها اعتماد أولمبياد المهن التي تصبو إلى غايات اجتماعية وثقافية ورياضية وتصب في خانة تعزيز الوحدة الوطنية. كما قمنا أيضا بتوسيع دائرة نشاط القطاع من خلال التكفل بتكوين المرأة الماكثة بالبيت والمرأة الريفية، وفتح وحدات منتجة بالوسط الريفي وبالمناطق المعزولة، إضافة إلى اعتماد نمط محو الأمية ''التأهيل''، ولقد عمدنا أيضا إلى مرافقة وتدعيم هذه الأجهزة والورشات لاعتماد سياسة إعلامية واضحة المعالم ومكثفة على غرار الحصة التلفزيونية ''حرف ومهن''. وإضافة إلى ذلك، قمنا باعتماد العديد من الآليات التحفيزية للشباب وللمتعاملين على حد سواء على غرار رفع المنح والإعفاء من الرسم عن التمهين والتكوين المتواصل، وفضلا عن ذلك تنصيب جهاز للتوجيه عوض المسابقات وتخفيف الملف الإداري، وهذه كلها إجراءات مكّنت من مضاعفة أعداد الشباب المتوافدين على مراكز التكوين المهني. وماذا عن جديد المخطط الخماسي المقبل؟ لقد راعينا في المخطط الجديد العديد من الاعتبارات ووضعنا رهان الجودة والنوعية نصب أعيننا عبر تحديث الإدارة، وهذا يمر عبر تحديث ظروف المستخدمين الاجتماعية والمهنية وتعميم استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا القضاء على الامتيازات والتجاوزات غير القانونية، بالإضافة إلى تسيير النفقات العمومية وترشيدها. وإلى جانب تحديث الإدارة سنقوم في المخطط الجديد بمواصلة الإصلاحات التي باشرناها منذ سنة 2005 من أجل إعادة الاعتبار لمسار التكوين المهني، حيث سنقوم بوضع مسار التعليم التقني والمهني حيز التنفيذ الذي تخلت عنه وزارة التربية الوطنية، وسنعمم استخدام تكنولوجيات الاتصال، وتطوير نظام التعليم المهني عن بعد، واعتماد وتشجيع نمط التكوين التأهيلي المكثف في كل التخصصات، إضافة إلى تنصيب الأجهزة المنصوص عليها في المخطط التوجيهي للقطاع. وكما قلت لك فإن رهان الجودة والنوعية سيكون شعارنا في الخماسي المقبل. متى تقوم الوزارة بصرف منح التعويضات التي لا يزال آلاف العمال والموظفين بانتظارها؟ سنقوم بذلك حال المصادقة عليها من قبل الحكومة، حيث نعكف حاليا على حل بعض الإشكاليات التقنية البسيطة بسبب خصوصية القطاع التي نحن مجبرون على مراعاتها مقارنة بباقي القطاعات الأخرى. وأؤكد هنا أن هذه التعويضات ستصرف بأثر رجعي وتمنح على شكل منح يتم احتسابها منذ جانفي 2008 إلى غاية .2010 وبالمناسبة بعد لقائي معكم سأدخل في اجتماع مع ممثلي نقابة القطاع من أجل هذا الموضوع بالذات. ''الحوار أجري الأسبوع الماضي''. لنخرج عن القطاع ونتحدث عن موضوع الساعة وهو مشاركة الخضر في المونديال. بكل سرور تفضل. كيف يرى الوزير الخالدي حظوظ المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا؟ الفريق الوطني في اعتقادي له إمكانيات كبيرة ومعتبرة يمكنه من خلالها تحقيق نتائج جد مهمة. كما أنه بإمكانه الذهاب بعيدا في هذه المنافسة بشرط تجنب الغرور والثقة المفرطة في النفس، وما يدعوني إلى إبداء هذا الرأي هو أن جل اللاعبين الذين يشكلون الفريق يلعبون في أعتى وأعرق البطولات في أوروبا، كما أنهم يعرفون جيدا الفرق التي سيتبارون معها، ضف إلى ذلك ضرورة تمكين المدرب الوطني رابح سعدان من العمل بعيدا عن الضغط والتدخل في الشؤون الفنية والتقنية التي تبقى من صلاحياته. أغتنم هذه الفرصة لأوجه نداء إلى أسرة الإعلام الوطنية والصحافة أن تجند أقلامها لمؤازرة الفريق الذي يلتف حوله كل الجزائريين مهما كانت النتائج التي سيحققها المنتخب في المونديال. بصراحة من هو اللاعب الذي يعجبك كثيرا في المنتخب الوطني؟ هناك لاعب يبهرني بأدائه وحرارته وهو كريم زياني، إنه لاعب متميز وموهوب وبالنسبة إلي فهو قدوة للاعب المتخلق والمنضبط وباختصار أرى أنه لاعب محارب ومجاهد داخل المستطيل الأخضر. ما هو النادي الذي يناصره الوزير في الجزائر؟ أناصر فريق اتحاد العاصمة، أنا ترعرعت في حي باب الواد الشعبي، والاتحاد فريق القلب منذ الصغر. وأوروبيا ما هو فريقك المفضل؟ يعجبني كثيرا فريق أولييك مرسيليا الفرنسي، وما يعجني أكثر هو عندما أرى الأعلام الوطنية تزين مدرجات ملعب فيلدروم بسبب الأعداد الهائلة من الجالية الجزائرية التي تقيم في مرسيليا وتشجع هذا الفريق . إذا لهذا السبب تحب كريم زياني لأنه فجر إمكاناته في فريق مرسيليا يبتسم. هل مارست كرة القدم أو كنت عضوا في ناد ما؟ كنت رئيس فريق الريجا ''اتحاد جامعة الجزائر'' خلال الفترة ما بين 1992 و.1995 ما هو آخر كتاب قرأته؟ كتاب اقتصادي لجاك أتاقل الصادر في ديسمبر الماضي، كما أعكف حاليا على قراءة كتاب ديني هو موسوعة ابن أبي الدنيا. ومن الكتب الأدبية؟ أطلع بصفة دورية على جل القواميس والموسوعات الأدبية وأتذوق كل ماهو جميل من الشعر ومن الرواية، مؤخرا تحصلت على موسوعة الشعر العربي وبها أكثر من 2.5 مليون قصيدة تؤرخ لمختلف الحقب لتي مر بها الشعر العربي من العصر الجاهلي إلى غاية الآن. كلمة أخيرة نختتم بها هذا اللقاء. ونحن على أبواب الامتحانات أتمنى النجاح لكل أبناء وبنات الجزائر وأخص بالذكر المترشحون لشهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والأساسي. لأنه جرت العادة اجتماعيا أن نحتفي بالناجحين بالزغاريد والحلوى التي يُبتدأ فيها بتكريم الناجحين ثم الانطلاق في موسم الأعراس والأفراح. حاوره: ميلود عباس