يمنّي الكثير من الجزائريين أنفسهم برؤية المنتخب الوطني قادرا على صنع المفاجأة والوصول إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم أو تقديم مستوى أداء جيد في ظل الإصابات التي تلاحق لاعبي الفريق الوطني. ولا تزال أخبار المنتخب الوطني تأخذ حيزا كبيرا من مناقشات المواطنين من مختلف الأعمار. ومع بدء العد التنازلي لأكبر حدث رياضي عالمي أردنا أن نستطلع آراء الجزائريين حول توقعاتهم لنتائج محاربي الصحراء وكيف يتوقعون أن يكون أداؤهم في أكبر حدث رياضي عالمي. ينتظر الجزائريون انطلاقة مونديال جنوب إفريقيا بفارغ الصبر، فبالنسبة لفئة كبيرة من الشباب والمراهقين فهذه هي المرة الاولى التي يتشرفون فيها برؤية الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم، فجزء منهم لم يكونوا ولدوا قبل آخر مشاركة للجزائر وأغلبهم كانوا أطفالا في تلك الفترة. وبعد ان تمكنت الجزائر من حجز مقعد لها مع الكبار يتمنى هؤلاء الشباب رؤية فريقهم قويا كما كان خلال التصفيات. ويعتبر سيد احمد، طالب ثانوي، أن الفرصة قد أتيحت للاعبين لإثبات أحقيتهم في التأهل لكاس العالم. وعن توقعاته بخصوص المباريات التي سيخوضها الفريق الوطني أكد سيد أحمد أن كرة القدم ليست علوما دقيقة وبإمكان أي فريق أن يحدث المفاجأة وأن يتغلب على فريق كبير وذي صيت عالمي. اما عن إمكانات الخضر فقد أكد سيد احمد انه يثق كثيرا في قدرات اللاعبين الذين يمكنهم تجاوز العقبات كما فعلوا في أم درمان وفي مباراة كوت ديفوار التي أثبتوا فيها أنهم من طينة الكبار، لكن عليهم ألا يغتروا ويبرهنوا على قدراتهم فوق المستطيل الأخضر. وعن حظوظ المنتخب الوطن دائما أكد عبد الطيف طالب جامعي أن الفريق الوطني يحتاج لدعمنا اكبر من أي وقت مضى ولا يمكننا أن نتخلى عنه إذا تعثر فقد احتجنا أعواما عدة لتكوين فريق وطني قوي يستحق أن يحمل لقب محاربي الصحراء وأن يكون مفخرة للجزائريين والعرب جميعا، ويمكنه أن يصل الى الدور الثاني إذا عمل بنفس الجد الذي عودنا عليه خلال مبارياته السابقة. أمل لإعادة ملحمة خيخون يأمل الجزائريون الذين عاشوا أجواء مونديال 1982أن يعيد أشبال رابح سعدان ملحمة خيخون ويضعوا بصمة أخرى لنجاحات وتألق الفريق الجزائري. يقول عمي مصطفى، سائق حافلة، إنه يأمل أن يحقق الفريق الوطني انتصارا يشرف الجزائر والعرب جميعا لكن عمي مصطفى بدا متفائلا من إمكانية تحقيق نتائج طيبة خاصة أن الفريق الجزائري معروف انه صاحب المهمات الصعبة ويخالف توقعات المحللين كما حصل مؤخرا في بطولة كأس الامم الإفريقية. ويضيف عمي مصطفى أنه لا يمكننا أن نصل الى أدوار متقدمة جدا بحكم قوة الفرق المنافسة لكننا نأمل في الوصول الى الدور الثاني وتحقيق نتائج مشرفة. هاجس الإصابات يرعب الجزائريين تشكل أخبار الإصابات التي تعرض لها لاعبو الفريق الوطني مادة دسمة للصحافة الجزائرية، حيث لا يمكن لخبر منشور حول إصابة أحد اللاعبين ان يمر مرور الكرام على المواطنين، وآخر ما تناولته الصحافة هو استبعاد اللاعب ''مراد مغني'' الذي أحزن الشارع الجزائري كثيرا وأخلط حساباتهم حول توقعات التألق في المونديال أو المرور الى الدور الثاني، وهو التأكيد الذي ذهب اليه ''طارق'' موظف في إحدى الشركات العمومية بالعاصمة الذي رأى أن الإصابات المتتالية لركائز المنتخب الوطني قد تضعف حظوظه في التأهل الى الدور الثاني، خاصة أن سعدان اعتمد على لاعبين جدد قد لا ينسجمون بسرعة مع اللاعبين القدامى. ولا يمكننا إغفال قوة المنافسين الذين يطمحون هم أيضا إلى تحقيق المفاجآت في هذه الدورة لكننا نتمنى أن يوفق الله أبناء الجزائر ويتمكنوا من تحقيق نتائج جيدة وأن يمتعونا كما عودونا باللعب الجميل. وجودنا في المونديال انتصار في حد ذاته وجودنا في المونديال أكبر انتصار للكرة الجزائرية بهذه العبارة استهل محمد أمين حديثه معنا، حيث أكد ان تحقيق الجزائر للانتصار على مصر في تلك الظروف القاسية جعلهم يحظون بحب واحترام وتشجيع جميع الجزائريين من الشيوخ إلى الاطفال، مرورا بالشباب الذي لم يعش نشوة الاحتفال بنصر كبير كهذا يكفينا فخرا أن محاربي الصحراء استطاعوا رسم البسمة على شفاه الجزائريين جميعا وأخرجوهم الى الشوارع في الجزائر وفي جميع أنحاء العالم للتعبير عن فرحتهم بهذا الفوز. يكفينا أن نرى علم الجزائر مع أعلام الدول الكبرى ونتوقع منهم أن يحدثوا المفاجأة وأن يصلوا إلى الدور الثاني وإن لم يتمكنوا من ذلك فهنيئا لهم ملحمة أم درمان التي لا يمكن لذاكرة الجزائريين أن تمحوها أبدا، وقد وافق أمين مجموعة من أصدقائه داخل محله الصغير الذين أكدوا أنهم مع الفريق الجزائري ومع محاربي كتيبة الشيخ سعدان رابحة او خاسرة، فقد أثبتوا أنهم قادرون على صنع الفوز، وهو ما نتمناه لهم في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا. س.ح