أصدرت محكمة الجنايات التابعة لمجلس قضاء باتنة حكما بالإعدام ضد قاتل أسرة تتكون من أربعة أفراد (الأم والأب وابنين) الصيف الماضي بمدينة مروانة بوكاية باتنة، حيث تمت إدانة المتهم (ش.م) المولود سنة 1978 بجنايتي القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وكذا السرقة المقترنة بظرف الليل واستعمال سلاح ظاهر في حق خالته وزوجها وابنيها، فيما نجت من المذبحة البنت الوحيدة البالغة من العمر 19 سنة لوجودها وقت اقتراف الجريمة خارج المنزل العائلي. تعود وقائع الحادثة حسب قرار الإحالة الخاص بهذه القضية إلى 2 جويلية الماضي حوالي التاسعة والربع ليلا عندما تلقت مصالح أمن دائرة مروانة بلاغا بوقوع جريمة قتل بمسكن السيد (خ.ع) بصفته مقاولا بطريق القصر بمروانة، ليتم اكتشاف بعد التنقل إلى مسرح الجريمة جثث الضحايا الأربعة غارقة في الدماء في أماكن متفرقة من المسكن العائلي بعد تعرضها لضربات متعددة شوهت منظرها بأداة الجريمة المتمثلة في ساطور. المتهم وجد فوق سطح المسكن المجاور لمنزل الضحايا مكسور الرجلين على الساعة الخامسة من صبيحة اليوم الموالي بعد أن قفز بنية الهرب، لكنه أغمي عليه ليلقى عليه القبض ويقتاد إلى مركز الشرطة، حيث صرح بأنه اقترف الجريمة رفقة شخصين آخرين، لكنه تراجع في الأخير عن أقواله وأكد بأنه أقحم الشخصين خوفا من تعرضه للاعتداء من طرف أهل الضحايا أثناء العثور عليه، مؤكدا أنه قصد بيت خالته بنية السرقة ولم يكن ينوي قتلها، لكن جدالا حادا وقع بينهما فاستعمل ساطورا كان موجودا بالمطبخ مما أدى إلى القضاء عليها وباقي أفراد أسرتها تباعا باستعماله، وأوضح أنه كان في كامل قواه العقلية ولم يكن في حالة سكر أو تحت تأثير المخدرات والأقراص المهلوسة. وأشارت أقوال الذين استدعوا للإدلاء بالشهادة إلى أن الجاني قبل الحادثة كان غائبا عن مروانة لمدة عامين، تزوج خلال هذه الفترة بمدينة جيجل دون موافقة خالته التي كانت تعطف عليه كثيرا وكانت بمثابة أم ثانية له، لاسيما بعد وفاة والده، كما بينت الشهادة الواردة في قرار الإحالة أن المتهم اتصل بخالة أخرى له قبل أيام من الواقعة وطلب منها مبالغ مالية وكذا التوسط له لدى الضحية ليعاود الاتصال بها مرة أخرى لمعرفة ما توصلت إليه، إلا أنها أخبرته بأن المجني عليها غير موجودة بولاية باتنة. يذكر أن الفتاة التي نجت من الاعتداء حضرت جلسة المحاكمة حيث تم سماعها كشاهدة في القضية.