اعتبر مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية باتريس باولي إن العلاقات الجزائرية الفرنسية جيدة ، ولا تمر بأزمة كما يزعم البعض،مشيرا إلى أن باريس هي الشريك الاقتصادي الأول للجزائر وأن الحوار دائم ومستمر بين البلدين. وفند باولي في تصريح لقناة '' فرانس 24 '' وجود أي أزمة في العلاقات الفرنسية الجزائرية ،رافضا استعمال مصطلح ''تأزم أو أزمة '' عند الحديث عن هذه العلاقات ،و مردفا في هذا الشأن بالقول ''لا توجد أزمة بين الجزائر وفرنسا، والعلاقات بين البلدين متينة''، مضيفا أن العلاقات الدبلوماسية ''قد تمر في بعض الأحيان بصعوبات وتساؤلات ولكن هذا شيء عادي في العلاقات بين بلدين ''. وزاد باولي بالقول '' أريد أن أؤكد عمق العلاقات الجزائرية الفرنسية والتي تعود إلى تاريخ قديم ،والرأي العام قد لا يعرف أحيانا أن الحوار مستمر على ملفات مختلفة '' ، مبرزا - على حد ما جاء على لسانه- أن ''الجانب الفرنسي ينظر إلى المستقبل بروح بناءة وثقة عالية'' واستشهد الدبلوماسي الفرنسي بكون باريس هي الشريك التجاري الأول بالنسبة إلى الجزائر، لتأكيد عمق العلاقات بين البلدين ، والتي يؤكدها اللقاء الذي جرى في نيس بين رئيس البلدين ،مضيفا أن التعاون الثنائي بين الطرفين يخص عدة مجالات حتى الثقافية منها ، ومردفا في هذا الشأن بالقول '' أرى أن علاقات التعاون بيننا متنوعة ،وعلينا أن نعمق الحوار في بعض الملفات ،وانه ''على العلاقات الفرنسية - الجزائرية أن تواكب العصر الحديث، هناك اتفاقيات يعود تاريخها إلى ثلاثين أو أربعين سنة، لقد حان الوقت لتجديدها''. ووصف باولي اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بنظيره نيكولا ساركوزي خلال القمة الأفريقية - الفرنسية في مدينة نيس ب''الحميمي والصادق''، مشددا على أن اللقاء ''طغت عليه روح إيجابية''. وما يلاحظ على تصريحات مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية أنها جاءت منافية لما قاله ساركوزي الذي أعلن عدم تفاؤله بانفراج قريب لمستقبل بين البلدين ،ومبينا ان عودتها إلى سابق عهدها يحتاج إلى بعض الوقت ،حيث قال عن ذلك '' هل يكفي أن يشارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في القمة الإفريقية الفرنسية ،وفجأة يصبح كل شيء واضحا في العلاقات بين الجزائر وفرنسا وقال ساركوزي أيضا '' أخشى انه ليس لدي بالضبط التفاؤل ذاته ، لان الأمر سيحتاج إلى مزيد من الوقت ''،موضحا '' إن المشاكل القائمة بين الجزائر وفرنسا ليست مشاكل موجودة بين رئيسين ، إنها ليست شخصية '' ، ومردفا بالتوضيح '' أن التاريخ بين الجزائر وفرنسا هو تاريخ معقد ، فهناك الكثير من المعاناة ، والكثير من سوء الفهم''.