قال ريتشارد هولبروك الدبلوماسي الامريكي المسؤول عن شؤون افغانستان وباكستان أن واشنطن تقبل امكان اأن يتضمن حلا سياسيا نهائيا لافغانستان مشاركة حركة طالبان بعد اصلاحها في الحكومة اذا تم احترام ''خطوط حمراء'' معينة. وأضاف أن المؤتمر التقليدي لزعماء القبائل في افغانستان ''جيركا'' الذي منح فيه الرئيس الافغاني حامد كرزاي تفويض للتفاوض مع المتمردين كان خطوة مهمة في الجهود الرامية الى ''التواصل'' مع طالبان وقال إن الولاياتالمتحدة تدعم هذه الجهود. وسئل هولبروك عما اذا كان هذا التأييد يمتد حتى الى كبار القادة مثل الزعيم الأعلى الملا محمد عمر احد أكثر المطلوبين للعدالة في العالم فقال لرويترز أول أمس ''دعوني أكون واضحا في أمر واحد هو أن الجميع يفهمون أن هذه الحرب لن تنتهي بانتصار عسكري قاطع. لن تنتهي على سطح سفينة حربية مثل الحرب العالمية الثانية، أو في دايتون بولاية أوهايو مثل حرب البوسنة ''، ستكون لها نهاية مختلفة، فالتوصل الى شكل ما من التسويات السياسية امر ضروري.. لا يمكن التوصل الى تسوية مع القاعدة ولا يمكنك التحدث معهم ولا يمكنك التفاوض معهم انه امر غير وارد. ولكن من الممكن التحدث مع زعماء طالبان''. وقال هولبروك الذي يزور مدريد لحضور مؤتمر دولي لبحث السبل غير العسكرية للمساعدة في إنهاء الحرب في افغانستان، انه اذا تبرأ عضو في طالبان من القاعدة والقى سلاحه وعمل في اطار النظام السياسي للانضمام الى الحكومة''فلن يكون هناك خطأ في ذلك''. واضاف ان اجتماع لممثلين لافغانستان وباكستان والذي سيواصل المناقشات التي بدأت في الجيركا اكبر تجمع من نوعه يضم مسؤولين من اكثر من 30 دولة ومنظمة. وقال ان المستوى المرتفع للمشاركة ولاسيما من العالم الاسلامي في الاجتماعات الدورية للمجموعة يتناقض بشكل كبير مع''الوضع المضطرب جدا'' الذي ورثته ادارة الرئيس باراك اوباما. واضاف''اود ان اقول ..انه في رأي الشخصي ان الكلمة التي القاها الرئيس اوباما في القاهرة كانت انفراجا حقيقيا ومنذ ذلك اصبح من المثمر بشكل اكبر التواصل مع اصدقائنا'' في العالم الاسلامي. وتعهد اوباما في القاهرة قبل عام ببذل المزيد لتعزيز التنمية الاقتصادية وزيادة العلاقات التجارية الامريكية مع العالم الاسلامي. وواجه سلف اوباما الرئيس السابق جورج بوش انتقادات على نطاق واسع من جانب المسلمين بسبب تصور ان ادارته كانت تنظر اليهم في الاغلب من خلال عدسة الارهاب. وكان نحو 1600 من شيوخ القبائل والزعماء الدينيين في أفغانستان قد وافقوا يوم الجمعة على اتخاذ خطوات من اجل السلام مع طالبان في تفويض للرئيس الأفغاني حامد كرزاي، ببدء مفاوضات مع المسلحين الذين يخوضون قتالا ضد القوات الأجنبية وحكومته. وكان كرزاي دعا إلى عقد مؤتمر ''جيركا للسلام'' لكسب التأييد لخطته بعرض عفو وأموال وحوافز عمل على مقاتلين من طالبان والترتيب للجوء شخصيات بارزة من الحركة إلى دولة ثانية ورفع اسمائهم من قائمة سوداء للأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة.ولكن ليس هناك إشارة تذكر الى أن طالبان التي وصفت مؤتمر جيركا بأنه عرض زائف أوعزت إليه أمريكا لإطالة أمد وجودها في البلاد مستعدة للاستجابة إلى عرض السلام.وتريد طالبان انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان قبل بدء أي مفاوضات. وتسارعت وتيرة التحركات الرامية الى استكشاف امكانية التوصل لتسوية من خلال المفاوضات للصراع منذ ان اعلن اوباما ان واشنطن ستبدأ في سحب قواتها ابتداء من جويلية 2011 . وقال هولبروك ان شعور كثيرين بالاحباط لعدم احراز تقدم ضد التمرد في افغانستان امر يمكن تفهمه بعد مرور تسع سنوات، ولكنه قال انه يختلف مع هؤلاء الذين يقولون انه لا يمكن كسب هذه الحرب.