انتهت الانتخابات التشريعية التي جرت في بلجيكا بانتصار تاريخي حققه الفلمنك المطالبون بالاستقلال، ما شكل زلزالا سياسيا ضرب البلاد بأسرها وسيرغم الفرنكوفونيين على القبول بمنح الناطقين بالهولندية مزيدا من الاستقلالية. وبحسب نتائج رسمية شبه نهائية للانتخابات، حصل حزب ''التحالف الفلمنكي الجديد'' على 28,3 بالمئة من الأصوات في فلاندر، المنطقة الناطقة بالهولندية في شمال البلاد، حيث تقطن غالبية ''60٪'' ملايين بلجيكي. وهذه النتيجة غير مسبوقة على الإطلاق، اذ لم يسبق لحركة تطالب باستقلال الفلاندر ان فازت في انتخابات تشريعية فدرالية. وأفضل نتيجة تحققت على مر الانتخابات كانت في 1971 حين حصل حزب ''فولكسوني'' القومي على نحو 19٪ من الأصوات. وفي الفلاندر حقق حزب ''التحالف الفلمنكي الجديد'' تقدما واضحا على ''الحزب المسيحي الديموقراطي'' الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي ايف لوتيرم والذي جمع 17,5٪ فقط من الأصوات، يليه الاشتراكيون ومن ثم الليبراليون. ويدعو ''التحالف الفلمنكي الجديد'' الى أن تتحول بلجيكا في بداية الأمر إلى دولة ''كونفدرالية'' تعهد فيها السلطات الأساسية للمناطق، وذلك لتمكين منطقة الفلاندر من الاعتماد كليا على نفسها قبل زوال بلجيكا كدولة. وقال زعيمه بارت دي فيفر ''39 عاما'' مخاطبا أنصاره الذين استقبلوه استقبال الفاتحين أن ''هذه النتائج رائعة'' وتؤكد أن البلجيكيين اختاروا ''التغيير''، مؤكدا أنه لن يخذلهم. وأضاف أن ''التغيير'' في بلجيكا يكون بإصلاح في مؤسسات الدولة يمنح الفلاندر مزيدا من الاستقلالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مطمئنا في الوقت عينه أولئك الذين ينظرون بعين الريبة إلى برنامجه الانتخابي سواء في داخل البلاد أو خارجها. ومع هذا الفوز بات تشكيل حكومة ائتلافية بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالهولندية أمرا أكثر صعوبة، والأصعب منه هو التوصل بعد تشكيل الحكومة إلى توافق على الإصلاحات التي يطالب الناطقون بالهولندية بإجرائها في مؤسسات الدولة.