انتهت الانتخابات التشريعية، التي جرت أول أمس الأحد، في بلجيكا بانتصار تاريخي حققه الفلمنك المطالبون بالاستقلال، ما شكل زلزالا سياسيا ضرب البلاد بأسرها، وسيرغم الفرانكوفونيين على القبول بمنح الناطقين بالهولندية مزيدا من الاستقلالية. وحسب نتائج رسمية شبه نهائية للانتخابات، فقد حصل حزب التحالف الفلمنكي الجديد على 28.3 بالمائة من الأصوات في إقليم فلاندر، المنطقة الناطقة باللغة الهولندية في شمال البلاد، حيث يقطن 60 بالمائة من ال10.5 ملايين بلجيكي. وفي الفلاندر حقق حزب التحالف الفلمنكي الجديد تقدما واضحا على الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي، إيف لوتيرم، والذي جمع 5ر17 بالمائة فقط من الأصوات، يليه الاشتراكيون ومن ثم الليبراليون. ويدعو التحالف الفلمنكي الجديد إلى أن تتحول بلجيكا في بداية الأمر إلى دولة كونفيدرالية تعهد فيها السلطات الأساسية للمناطق، وذلك لتمكين منطقة الفلاندر من الاعتماد كليا على نفسها قبل زوال بلجيكا كدولة. وقال زعيمه، بارت دى فيفر، وهو يخاطب أنصاره، أن هذه النتائج تؤكد آن البلجيكيين اختاروا التغيير، مضيفا أن التغيير في بلجيكا يكون عبر إصلاح في مؤسسات الدولة يمنح الفلاندر مزيدا من الاستقلالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مطمئنا في الوقت نفسه أولئك الذين ينظرون بعين الريبة إلى برنامجه الانتخابي، سواء في داخل البلاد أو خارجها. وأكد دي فيفر آن استقلال إقليم الفلاندر ليس مطلبا ملحا لحزبه، حتى وإن لم يستبعد إمكانية زوال بلجيكا وقيام دويلات مناطقية على أنقاضها، وما يعنيه ذلك من شطبها من خارطة الاتحاد الأوروبي. ومع هذا الفوز، بات تشكيل حكومة ائتلافية في بلجيكا بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالهولندية أمرا أكثر صعوبة، والأصعب منه هو التوصل بعد تشكيل الحكومة إلى التوافق على الإصلاحات التي يطالب الناطقون بالهولندية بإجرائها في مؤسسات الدولة. ومن المتوقع أن تبدأ أمس الإثنين المفاوضات الرامية إلى تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، ولكن من غير المتوقع أن تنتهي هذه المفاوضات قبل أشهر عدة، في الوقت الذي يفترض آن تتسلم فيه بلجيكا الشهر المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وتقدم الاشتراكيون على الحزب الليبرالى، الزى لم ينل سوى 24.8 في المائة من الأصوات، وقايضا على الحزب الوسطى وأنصار البيئة. ومن المتوقع أن يؤدى انتصار التحالف الفلمنكي الجديد إلى اختيار رئيس الوزراء المقبل من الفرانكوفونيين، وهو ما لم يحدث منذ سبعينات القرن الماضي، وسيكون على الأرجح اشتراكيا، كون الفائز لدى الناخبين الفرانكوفونيين هو زعيم الحزب الاشتراكي، إيليو دي روبو، الذي لم يتوان مساء اليوم عن التلميح لهذا الأمر.