دخلت كأس العالم مرحلتها الحاسمة وتعرف المدربون والأنصار والمتتبعون لشؤون الكرة على قدرات أحسن ال 32 فريقا عالميا، الذين ينشطون العرس الكروي في ملاعب جنوب إفريقيا ، ومع ذلك ما يزال المصريون لم يستفيقوا من الغيبوبة التي دخلوا فيها بوعي أو بغيره إلى درجة أنهم تمنوا الهزيمة النكراء لأشبال رابح سعدان فقط ليقتنع العالم بأطروحتهم الوهمية بأنهم أحق بالتواجد ضمن الكبار في هذا المونديال. ولكن '' يا فرحة ما تمت '' للمصريين ؟ . وليست هذه المرة الأولى التي يقومون فيها بمثل هذا السلوك ، بل سبق لهم وأن أقاموا الدنيا عندما فازت جنوب إفريقيا بأحقية تنظيم مونديال 2010 وحصدت جميع أصوات أعضاء '' الفيفا '' ال 24 بينما لم تحصل مصر ، أم الدنيا ، سوى على صوت واحد ، مما جعل '' المصاروة '' يشنون حملة على بلاد ما نديلا باعتبار جنوب إفريقيا ، في نظر المصريين طبعا ، لا تملك ما تملكه القاهرة من وسائل وإمكانيات ، وأن مصر ، بحسب زعمهم ، مؤهلة أكثر من غيرها لاستضافة المونديال . لكن مثلما أثبتت جنوب إفريقيا لمن به صمم ويعاني من عمى الألوان ، أن الفيفا وفقت في اختيارها لما فضلت جوهانسبوغ على القاهرة ، مثلما أثبت رفاق عنتر يحيى أنهم أهل للعب المونديال وشرفوا الكرة العربية وزيادة ، ومن لديه ذرة شك فليراجع أرشيف المشاركات العربية في المونديالات السابقة وخصوصا المشاركة المصرية . ولذلك لم نسمع وأن طلبت الحكومة الجزائرية أو لاعبو الفريق الوطني من أي جهة أو دولة ، أن تشجعهم في مشوارهم الكروي ، وذلك ليس احتقارا لهذه الجهة أو تلك ، وإنما لأن طبع الجزائريين جعلهم يرفضون '' التشجيعات فوق القلب '' أو تلك التي ظاهرها محبة وباطنها خبث ونفاق ... وعليه فعندما يشجع المصريون ويبتهجون لفوز سلوفينيا على الجزائر ويتألمون لسقوط الإنجليز في الفخ الجزائري ، وهم المرشحون للفوز بكأس العالم ، فهو سلوك لن يزيد في قوة المصريين ولن ينقص في شيء من عزيمة الجزائريين واحترامهم من طرف الفرق الكبرى لكرة القدم ، وهو الاحترام الذي افتكوه بجدارة واستحقاق ولم يمن عليهم به أحد . ومن هذا المنطلق فإن أشبال سعدان لا يحق لأي كان ، مهما كانت صفته ودرجته وهويته ، أن يطالبهم بالحساب عن مشاركتهم في هذا المونديال ، لأن الوحيد الذي يحق له ذلك هو الشعب الجزائري ، والجزائريون رجال واقفون مع '' الخضر '' .