أشارت تقارير إعلامية غربية إلى أن الشهر الماضي سجل 150 هجمة إرهابية في العالم استهدفت 14 بلدا منها الجزائر، إذ أسفرت عن مقتل 729 شخصا ، و 1591 بجروح خطيرة. غير أن الشهرين الأخيرين سجلا 194 هجمة إرهابية. منها التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الدرك الوطني بعمال بولاية بومرداس بداية الشهر الجاري مخلفا وراءه مقتل 4 جزائريين. وأظهرت الإحصائيات المتوفرة أن العراق تصدر هذه البلدان ثم يليه باكستان أكثر الدولتين التين عرفتا أعمالا دموية ، كما ذكرت نفس المراجع كل من تركيا اليمن داغستان الفلبين الصومال والجزائر. وقد أرجعت هذه المصادر تراجع العمليات الإرهابية في البلاد إلى هروب الجماعات الإرهابية المسلحة إلى الصحراء الكبرى بحثا عن الأمن هناك، ومحاولة منها للتكتل فيما بينها لتقوية شوكتها خاصة وأن الإرهابيين هناك يأتون من جميع بلدان الساحل حسب مزاعمهم. ويأتي هذا الأمر في ظل تزامن تفكيك شبكات إرهابية في العاصمة الجزائر والتي قالت عنها مصادر أمنية أن قوات الأمن تمكنت من تفكيك شبكة واسعة في العاصمة كانت تدعم تنظيم قاعدة المغرب تتألف من ثمانية أشخاص. وأشارت في هذا الصدد وكالة الأنباء الإسبانية أن قوات الأمن الجزائرية نجحت في تفكيك 4 شبكات إرهابية خلال السنة الجزائرية، جنبت الجزائر من وقوع أعمال إرهابية بدرجة أكبر. وما يُلاحظ من خلال هذا الاعتراف الغربي بنجاعة سياسة الأمن الوطني أن ملفات الإرهاب أيضا عرفت تراجعا ملحوظا ، بسبب توبة الكثير من المسلحين واستفادة بعضهم من ميثاق السلم، حيث بلغ عددهم 2426 شخص استفادوا من إجراءات العفو وانقضاء الدعوى العمومية وهذا بعد أن نجحت قوات الأمن في تقليص نشاط الجماعات الإرهابية إلى حدود 30 بالمائة حسب ما أفاد به مسؤولو وزارة العدل الأيام الماضية منذ بدء تطبيق قانون السلم والمصالحة الوطنية عام .2006 وفي هذا الصدد كان مصدر من وزارة العدل قد أكد أن الجزائر شددت المراقبة الأمنية على المواقع الالكترونية التابعة للجماعات الإرهابية، وأن مصالح الأمن لم تتوان في تخريبها، خاصة وأن العناصر الإرهابية تستغلها في الترويج لعملياتها الإجرامية معلنة بذلك حربا بلا هوادة على الإرهاب من جميع النواحي، خاصة وأن الانترنيت تسمح بأن تصبح آفة الإرهاب عالمية. وقد سمح هذا الشكل الجديد من الحرب على الإرهابيين من الأجهزة الأمنية و أجهزة الاستخبارات بتدمير العشرات من المواقع التي كانت تستخدم من قبل الإرهابيين. وأوضح أنه عدا الإرهاب فإ ن أشكالا أخرى من الإجرام بدأت تثير الاهتمام بسبب تصاعدها في المجتمع، وعجز المؤسسات الاجتماعية التقليدية عن مواجهتها. ملمحا إلى التقاطع الكبير بين الإرهاب والإجرام المنظم. إلى ذلك استطاعت عمليات التمشيط الواسعة للجيش في الجزائر من القضاء على ما لا يق عن 10 إرهابيين 7 منهم في ولاية البرج.