تنتشر في شوارع لندن لوحات إعلانية تبرز في محطات الأنفاق والباصات وسيارات الأجرة للترويج لموقع إلكتروني جديد يتناول الإسلام ورسوله بالشرح والتوضيح، في محاولة لتفنيد الأفكار المغلوطة عنهما في أوساط البريطانيين. وذكرت صحيفة ''القدس'' الفلسطينية أن اللوحات الإعلانية تبرز صورا لنساء ورجال مسلمين مع عبارات توجز تأثرهم بالرسول عليه السلام ورسالته في وجوه مختلفة من الحياة، وتشمل موضوعات اللوحات الإعلانية قضايا ومسائل متنوعة مثل حقوق المرأة والضمان الاجتماعي والبيئة وغيرها من الموضوعات. وتظهر سيدة شابة تحمل اسم سلطانة ترتدي غطاء رأس تظهر إعلانات أخرى صورا لامرأة بملامح غربية ومن دون حجاب ولوحة أخرى صورة لمسلم شاب لا يبدو أنه عربي. وتحمل كل لوحة موقفاً إيجابياً لصاحبها من الإسلام وتصريحاً منه بأنه استلهم موقفه هذا من سيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتحاول الشابة سلطانة التي تعمل محامية دفاع في المحاكم البريطانية أن تضرب بنموذج حياتها مثلاً على أن الإسلام لا يسلب المرأة حقوقها وأن ليس هناك تناقض حقيقي بين كونها امرأة مسلمة ومحامية ناجحة في مجتمع متقدم في الوقت نفسه، وأن النبي محمد كان مؤيداً لحقوق المرأة وقد ألهمها ذلك السلوك في حياتها. فيما يروي الشاب روبن وجهة نظره في كون العدالة والتضامن المجتمعي والعمل الخيري من المسائل الأساسية في الإسلام وأن النبي محمد (ص) كان قد بادر إليها قبل أربعة عشر قرناً، فيما بدأ علماء الاجتماع العصريون يضعون النظريات والقواعد لأصول العدالة الاجتماعية منذ القرن التاسع عشر لا غير. وتدل مؤشرات محرك البحث ''جوجل'' التي تكشف عن تنام سريع في عدد زائري الموقع الخاص بالحملة على احتمال نجاحها وقدرتها على استقطاب الراغبين في التعرف أكثر على الإسلام والمسلمين. أما الموقع نفسه على الشبكة العنكبوتية فيروي قصة تأسيسه التي بدأت كردة فعل على نتائج استطلاع أجرته الحكومة البريطانية مؤخراً وأثار حفيظة المسلمين ومنظماتهم، حيث أظهر أن 69 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن الإسلام يقمع حريات النساء، فيما اعتبر 6 في المئة فقط أن العدل من قيم الإسلام، واعتبرت نسبة مماثلة أن الإسلام ربما يتضمن تعليمات تحث على الحفاظ على البيئة. وكان تقدير الاستطلاع أيضاً أن نصف البريطانيين على الأقل يعتقدون بأن الإسلام لم يجلب أي منفعة لبلادهم. وتفند الإعلانات والموقع اللذان يشكلان حملة سريعة نسبياً في تجاوبها مع نتائج الاستطلاع الصادمة للجالية الإسلامية في بريطانيا الأفكار المسبقة الخاطئة عن الإسلام والمسلمين.