أوضح مدير الحظيرة الوطنية للطاسيلي أمقران صالح، في اتصال جمعه ب''الحوار'' أن هيئته ستخصص وعلى مدار السنة الجارية 2010 مجهوداتها نحو تحسيس البدو الرحل بأهمية المحافظة على حظيرة الطاسيلي، هذا الفضاء الطبيعي الغني بالثروات المادية من آثار وتدعيمه بالعتاد. كما كشف امقران عن مشروع إنشاء 30 مركزا للمراقبة على مستوى هذه الحظيرة. وأفاد ذات المصدر أنه بصدد وضع إستراتيجية تسيير جديدة خاصة بحظيرة الطاسيلي المصنفة تراثا مختلطا عربيا وعالميا، وذلك بتدعيمها بكافة التجهيزات الضرورية لترقية السياحة الصحراوية وتوفير كافة التجهيزات اللازمة للمحافظة على هذا التراث الضخم. على صعيد آخر أشار محدثنا إلى اتفاقية التعاون التي أبرمتها هيئته في الآونة الأخيرة مع المجلس الشعبي البلدي بإيليزي حول ترقية منطقة ''تيحوداي''، حيث ساعدت على تنظيم العديد من الأنشطة التحسيسية بالبلديات المجاورة والتي استهدفت بصفة خاصة المتمدرسين، مشيرا الى أن مديرية ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي لديها برنامج آخر لإنجاز آبار رعوية ووضع تجهيزات ووسائل الطاقة الشمسية. كما كشف ذات المسؤول عن وجود عدة عمليات أخرى مماثلة سيتم إنهاؤها ببلديتي برج الحواس وجانت في غضون الأيام القليلة القادمة، حيث سيتم تدعيم مراكز الحراسة الموزعة عبر حظيرة الطاسيلي بنحو 20 سيارة وشاحنة صهريج صالحة لكل الأرضيات وكذا إنشاء حوالي 30 مركزا للمراقبة على مستوى المواقع التي يتم التردد عليها. وأكد مدير الحظيرة أنه سيتم تخصيص في إطار برنامج 2010 غلاف مالي تفوق قيمته الإجمالية 100 مليون دج لتمويل هذه العمليات. وللإشارة تعد حظيرة الطاسيلي'' ناجر'' من أكبر المواقع في العالم التي تحتضن النقوش الحجرية عبر مناطقها، كما يعتبر رواق وادي جرات الموجود في الهواء الطلق الأكبر من نوعه في المعمورة، وهو يمثل أجمل رواق للنقوش الصخرية في الجزائر بمحطاته ال75 التي تضم أزيد من 4.000 شكل تم جرده عبر مسافة تقدر بنحو 30 كلم. حملة تحسيسية حول أسباب منع التجوال الحر في حظيرة الطاسيلي أوضح امقران صالح، خلال ذات الاتصال، أن تحسيس الزوار ومسؤولي وكالات السياحة والأسفار والمرشدين بأهمية الحفاظ وحماية على هذا التراث سيكون إجراء أكثر واقعية وفعالية. وتزخر الطاسيلي الواقعة بمنطقة صحراوية قاحلة منذ ثلاثة آلاف سنة بأنواع حيوانية ونباتية مختلفة استطاعت تطوير خصائص معينة مكنتها من التكيف مع المميزات التي تحكم مناخ المنطقة. ويتطلب التواجد المكثف للسياح بهذه المنطقة التحلي بيقظة كبيرة بما يمكن من المراقبة المتتالية للمسارات التي يكثر التردد عليها ولاسيما هضبة جبرين وتماريت وسفار ووادي جرات. وعبر مسؤول الحظيرة الوطنية للطاسيلي عن أمله في تحسين مستوى إدارة الحظيرة بالتعاون مع الشركاء المعنيين في إطار تحسين الخدمات المقدمة، وذلك من أجل المحافظة عل الزبائن وعلى الموروث المادي للصحراء الجزائرية. متحف الطاسيلي كنز مفتوح على الطبيعة يعد متحف الطاسيلي المفتوح على الطبيعة من أجمل متاحف ما قبل التاريخ في العالم، ويبرز ذلك من خلال النقوش الصخرية وضفاف الأودية والكتابات المسمارية التي حفظت رسالة الحضارات المندثرة، إضافة إلى آلاف الرسومات والنقوش الصخرية التي تتحدث عن هذه الشعوب التي مارست حرفتي الصيد والرعي وعاشت في صحراء جاديس. ولعل من بين النقوش الأكثر شهرة بحظيرة الطاسيلي مشهد ''البقرة الباكية''.