أعطى الديوان الوطني للتسيير والحفاظ على المملكات الثقافية المحمية بالجزائر العاصمة بعد طول انتظار، إشارة انطلاق فعلي لعملية ترميم المسجد العتيق ''كتشاوة '' الكائن بحي القصبة السفلى. وبالمناسبة وفي تصريح خص به ''الحوار'' أوضح عبد الوهاب زكار، المدير العام للديوان الوطني للتسيير، أن إدارته تحرص على حماية كل ما يمت بصلة للتراث الثقافي المادي الذي تمتلكه الجزائر العميقة، مضيفا ان الديوان يسهر دوما على استحداث آليات من شأنها الحفاظ على التراث الجزائري الذي يمثل رمزا للهوية، مع العمل على إبراز الكنوز الثقافية التي خلفتها الحضارات التي تعاقبت على أرض الجزائر، فمن لا ماضي له، يقول زكار، لا حاضر يذكر به. ولضمان السير الحسن للعملية أفاد ذات المتحدث أن هيئته قامت بجلب معدات من الخارج. من جهته أوضح محمد بن مدور، المكلف بالإعلام على مستوى قصر عزيزة، أن جامع كتشاوة يتميز بخصوصية في الطريقة التي تم بها بناؤه، لذا فهو يحتاج إلى عملية ترميم خاصة. بالإضافة إلى كل ذلك يقول بن مدور ''هذا الجامع تعرض إلى تدنيس من طرف الإدارة الاستعمارية، حيث تم استعماله كإقامة لجنود المحتلين، كما عملت فرنسا طول مدة تواجدها في الجزائر على إسقاط هذا المعلم الأثري من الذاكرة الإنسانية، فقد قامت بعد سنتين من احتلالها للجزائر، يضيف بن مدور، على غرز صليب داخل الصومعة الشرقية لهذا الجامع ومع مرور الزمن، يضيف، بدأ التأثير السلبي يتجلى على هذا الجزء من المبنى. وعلى صعيد مماثل كشف ذات المتحدث أن الديوان الوطني للتسيير والحفاظ على الممتلكات الثقافية طالب أصحاب المحلات التجارية الواقعة أسفل الجامع بضرورة تحويل نشاطها المعتاد إلى محلات تزاول فيها الحرف اليدوية التي كانت معروفة قديما في جزائر ''بني مزغنة''، من اجل التأسيس لمشروع سياحي كبير تجعل الجزائر العاصمة وجهة أولى للسياح.