قالت مجلة ''إيكونوميست'' البريطانية التي تعد أهم المجلات الاقتصادية في العالم، إن الرئيس المصري حسني مبارك لا يبدو مستعداً للتنازل عن الحكم، مستشهدة بعبارة الرئيس ''سأظل أخدم مصر حتي آخر نفس وآخر نبضة قلب''. وأشارت إلى إن إجابة مبارك عن سؤال ''مَنْ سيكون رئيس مصر القادم''؟ دائماً ما تكون مبهمة، إلا أن إجابة السياسيين المنتمين للحزب الوطني الحاكم عن مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2011 عادة ما تكون الإشارة إلى جمال مبارك على أنه الأكفأ لهذا الترشيح. وتتابع المجلة بالقول: إن لعبة تخمين الرئيس القادم التي يعيشها المصريون حالياً تعكس بشكل واضح سنوات حكم الرئيس مبارك، حيث تكشف كم الغموض الذي يتمتع به النظام المصري والمنتمون له.وقالت المجلة: إنه علي الرئيس مبارك السعي إلي دمج الإخوان المسلمين علانية في البرلمان، ومنحهم حقائب وزارية، واختبار صدقهم، وفي البداية عليه منحهم فرصة لخوض انتخابات المجالس المحلية. وأضافت أن علي مبارك إزالة كل العوائق التي تجعل من المستحيل علي المستقلين، مثل المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. ولفتت المجلة إلي أن عجز النظام السياسي وغموض انتقال السلطة وانتشار الفساد وظهور هذه المشاكل علي السطح والإحباط الشعبي يمكن أن يؤدي إلي اندلاع موجات الغضب الشعبي. مؤكدة أن احتمال تصاعد هذا الغضب قوي، عن طريق التواصل عبر الإنترنت والتليفونات المحمولة.لكن المجلة قالت إنه من غير المتوقع ان تسفر موجات الغضب تلك عن حدوث ديمقراطية عن طريق ثورة دموية في وقت قصير. وتوقعت أن يبدأ التغيير بإنزلاق مصر إلي حالة من الفوضي تنتهي بوصول الإسلاميين الاصوليين إلي الحكم، لكن هذا من شأنه أن يجعل الأنظمة الحالية تبدو جيدة مقارنة بالإسلاميين. وتابعت أن كثيراً من المصريين، بمن فيهم المهنيون ذوو العقلية الإصلاحية، يخشون وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم بدعوي أنها لن تتخلي عن السلطة بمجرد فوزها في صناديق الاقتراع. وقالت المجلة في تقرير آخر إن الوعود بالإصلاح السياسي في مصر مجرد '' كلام في الهواء وغير حقيقية''وأضافت أن الحكومة تخطط للاستمرار في السلطة عبر إجراءاتها الانتخابية. مؤكدة أن البلاد تواجه ثلاثة احتمالات رئيسية؛ أن يحكمها رجل قوي من داخل النظام مثل روسيا. وإما نموذج إيران حيث يلقي النظام معارضة واسعة من الشعب. وإما نموذج تركيا حيث تتطور البلاد بشكل أقل هشاشة يسعد كل المهتمين بمصر. وتابعت المجلة أن تطلعات المصريين سياسياً واقتصادياً تصطدم بالأزمات التي يواجهونها، من تزايد إحساسهم بإهانة الدولة لهم، وعدم إتاحة المجال أمام تطلعاتهم. ولفتت المجلة إلي أن الساحة السياسية في مصر لم يطرأ عليها إلا القليل من التغيير منذ تولي مبارك السلطة قبل 29 عاما.وأشارت المجلة إلي أن وعود الحكومة ليس لها انعكاس علي أرض الواقع، فالمدارس والمستشفيات مجانية، لكنها غير ملائمة، وغير مجهزة، وأصبح التعلم أو الحصول علي العلاج فيها يتطلب دفع المزيد من الأموال، التي لا يملكها الكثير من المواطنين.وأضافت المجلة أن كبار موظفي الدولة يستغلون مناصبهم للحصول علي المزايا، فيما يصطف الفقراء في طوابير للحصول علي خبز الحكومة المدعم، ويقترون علي أنفسهم لتوفير ثمن حذاء.وأضافت أن المصريين كالعادة سيكتفون بموقف المتفرج من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وسيقبلون النتائج المقررة فيما يشبه ''الكوميديا السوداء''.